في مقاله الذي نشره موقع “تي آر تي وورلد” (TRT World) التركي يقارن الكاتب طلحة عبد الرزاق بين شخصية هاري كالاهان الذي مثل رمز الرجولة الأميركية في هوليود خلال السبعينيات في سلسلة “هاري القذر” ودوق ساسكس الأمير البريطاني هاري.
ويقول الكاتب إن كالاهان، الذي لا تزال شخصيته راسخة في أذهان كثيرين، كان غالبا ما يمثل دور المفتش في قسم شرطة سان فرانسيسكو ويتجاوز حدود القانون “لإنجاز المهام الموكلة إليه من أجل القبض على الأشرار وقتلهم، وغالبًا ما كان هاري يطلق النار أولًا ثم يطرح الأسئلة لاحقًا دون أن يظهر أي ندم على ما قام به”.
ويقول الكاتب إن الأمير هاري يرى نفسه على أنه النسخة الأرستقراطية البريطانية من الأبطال الأميركيين، وذلك ما أظهره تفاخره في مذكراته بقتل العشرات من الأفغان، لكن ما هو واضح ومؤكد أنه لا يهتم كثيرًا بالدماء التي أراقها.
ونشرت السيرة الذاتية لهاري بعنوان “احتياطي” (SPARE)، وكانت مادة دسمة لوسائل الإعلام التي يكرهها هاري. ويرى الكاتب أن المقتطفات التي نُشرت الآن على نطاق واسع من قبل وسائل الإعلام كانت في بعض الأحيان مأساوية ومروعة، وأحيانا أخرى كوميدية. وحسب الكاتب، فإن هاري يحاول تصوير نفسه على أنه بطل مأساوي، بعد أن قاتل من أجل بلاده، وخدم عائلته بإخلاص، والآن بسبب اختياره لزوجته الممثلة الأميركية ميغان ماركل دخل في مواجهة مع عائلته العنصرية ليترك كل ما يربطه بها وراءه، وفقا للكاتب.
وأبرز عبد الرزاق أن هذه أمثلة من بين العديد من المؤشرات التي تدل على أن هاري لا يتحمل أي مسؤولية عن حياته ومسارها. ففي وصفه لعشرات الأفغان الذين قتلهم، قال هاري إنه “لم ينظر إليهم على أنهم 25 شخصًا”، وإنما كانوا بدلًا من ذلك “كقطع شطرنج أزاحها من طريقه”، والأكثر مقتا أنه يدّعي تمكنه من إتقان هذه المهارات بفضل التدريبات التي تلقاها من الجيش البريطاني.
وكان تعليق هاري الفظيع، وفقا للكاتب، مثيرا للاستياء لدرجة أن رفاقه في القوات المسلحة البريطانية نأوا بأنفسهم عنه، واتهموه بالتورط في “عملية احتيال مأساوية بهدف كسب المال “والانقلاب على الجيش الذي احتضنه بعد أن ابتعد عن عائلته”.
ويرجع الكاتب سلوك هاري إلى ما ورثه عن الاستعمار البريطاني وما ميز هذا الاستعمار من معاملة غير إنسانية للثقافات والأعراق الأخرى التي تركت بصماتها في روح المؤسسات البريطانية وعقليتها وينطبق الأمر ذاته على هاري. وبصفته من السلالة البريطانية الرفيعة المستوى، فقد انهالت عليه الانتقادات اللاذعة.