يثير مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مخاوفهم بشأن اقتراح إرسال قنابل صغيرة دقيقة التوجيه لأوكرانيا من شأنها أن تسمح لكييف بضرب أهداف روسية على عمق 100 ميل تقريبًا، وفقًا لمصادر مطلعة أبلغت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية.
ويخشى البنتاغون من أن الجدول الزمني لنشر تلك القنابل قد يستغرق وقتًا طويلاً جدا نظرا لبطء الصناعة العسكرية بخلاف البيروقراطية التي تواكب العملية.
وبموجب خطة اقترحتها شركة بوينغ الأميركية لتصنيع الأسلحة، وأوردتها رويترز لأول مرة في نوفمبر، يمكن للولايات المتحدة أن تقدم إلى أوكرانيا ما يسمى بالقنبلة ذات القطر الصغير التي تنطلق من الأرض (GLSDB).
وسيمنح النقل، في حالة اكتماله، أسلحة لأوكرانيا بضعف مدى الذخيرة الدقيقة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا وهي هيمارس HIMARS، وسيُمكن أوكرانيا من ضرب أهداف كانت بعيدة المدى طوال فترة الحرب.
وتعهدت أوكرانيا بعدم إطلاق أسلحة قدمتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على الأراضي الروسية في خطوة يخشى المسؤولون الأميركيون من أنها قد تؤدي إلى تصعيد الحرب، وهو التصنيف الذي لا ينطبق على الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا، مثل شبه جزيرة القرم.
لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن امتنعت عن إرسال نظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأميركي، والمعروف باسم ATACMS ، وهي صواريخ دقيقة من شأنها أن تمنح أوكرانيا القدرة على ضرب أهداف روسية على بعد 200 ميل تقريبًا من الخطوط الأمامية، على الرغم من ضغط بعض حلفاء الناتو لتسليم تلك الأسلحة.
لكن القنبلة ذات القطر الصغير، والمعروفة باسم SDB، لم تخضع للنقاش على مستوى الإدارة حول الأسلحة الأميركية لأوكرانيا التي يحتمل أن تثير تصعيدًا روسيًا، وهي مخاوف التصقت بأسلحة أميركية الصنع بما في ذلك جافلين ومدافع هاوتزر عيار 155 ملم، وبطاريات هيمارس قبل الموافقة عليها لاحقًا لنقلها إلى أوكرانيا.
ويشعر المسؤولون داخل مكتب وزير الدفاع والقوات الجوية الأميركية بالقلق من أن المهلة الطويلة لنشر نظام SDB قد تجعل الأسلحة غير مفيدة نظرًا للوتيرة السريعة للقتال في أوكرانيا، والتي لم تتوقف في منطقة دونباس أو باخموت وسوليدار على الرغم من فصل الشتاء القاسي.
ويعتبر مؤيدو هذه الخطوة أن التردد يمكن أن يبطئ تلك العملية أكثر بخلاف البيروقراطية، وقال أحد مساعدي الكونغرس المطلعين على النقاشات: “هناك مشكلة مثل الدجاجة والبيضة، إنها لعبة البيروقراطية التي تعبث الآن، وليس الديناميكيات السياسية”.
وتختلف التقديرات حول المدة التي يمكن أن يستغرقها إرسال النظام، وقدر المحللان جون هاردي وبرادلي بومان، في مؤسسة الصقور للدفاع عن الديمقراطيات (FDD) بواشنطن، أن أوكرانيا يمكن أن تحصل على قاذفتين و24 قنبلة في غضون تسعة أشهر بعد موافقة البنتاغون على الخطة، و 12 قاذفة و750 قنبلة بحلول نهاية عام 2024 دون الحاجة إلى بناء أسلحة جديدة، ولكن ببساطة عن طريق دمج الأسلحة القديمة الموجودة بالفعل في المخزونات الأميركية.