بعد أشهر من التوقف بسبب الخلافات السياسية بين القوى المتنافسة في البلاد، تجتمع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، اليوم الأحد، في مدينة سرت الليبية، لاستئناف أعمالها.
وقالت مصادر عسكرية، إن هذا الاجتماع الذي سيستمر على مدى يومين، سيحضره المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي، وسيبحث ملفات توحيد المؤسسة العسكرية وخروج المقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، إلى جانب مسألتي تبادل الأسرى وسبل دمج عناصر الميليشيات المسلحة في المؤسسات الأمنية الرسمية.
وهذه الملفات تمثل قلقا أساسيا للمجتمع الدولي وعقبة أمام الحل السياسي في ليبيا، حيث لم تحقق اللجنة أيّ تقدمّ بهذا الخصوص خاصة في عمليتي توحيد المؤسسة العسكرية وتفكيك الميليشيات، لكنها نجحت في المقابل في الحفاظ على وقف إطلاق النار وتحقيق عدة توافقات بين طرفي النزاع المسلّح خلال العامين الأخيرين، أبرزها فتح الطريق الساحلي بين الشرق والغرب وإعادة الرحلات الجوية.
ويأتي اجتماع اللجنة بالتوازي مع حراك سياسي محلي ودولي، في مسعى للخروج من مرحلة الجمود السياسي والوصول إلى حل توافقي يضاعف من فرص تحقيق الوحدة الوطنية ويؤدي لإجراء استحقاق انتخابي خلال عام 2023.
وفي هذا السياق، يقود المجلس الرئاسي جهودا كبيرا لتحقيق عملية المصالحة الوطنية بين الشرق والغرب، بينما يبحث رئيسا البرلمان عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة مع بقية الأطراف الأخرى التوصل إلى اتفاق دستوري وقانون انتخابي.
وأثرت الخلافات السياسية بين القوى المتنازعة والصراع الحكومي على عمل وتماسك اللجنة العسكرية المشتركة خلال الأشهر الماضية، حيث شهدت انسحاب ممثلي الشرق الليبي، احتجاجا على ممارسات رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة وطريقة توزيعه للإيرادات المالية.