أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من زيادة أعداد اللاجئين الروهينغا الذين لقوا حتفهم في البحر أو فقد أثرهم أثناء محاولتهم الفرار من ميانمار أو بنغلاديش العام الماضي، وحذرت من تسارع هذا المنحى في غياب استجابة إقليمية شاملة.
وقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شابيا مانتو في مؤتمر صحفي في جنيف أمس الثلاثاء إن المفوضية “رصدت زيادة مقلقة في حصيلة الوفيات، 348 فردا على الأقل لقوا حتفهم أو فقد أثرهم في عام 2022″، مشيرة إلى أن هذه الحصيلة هي الأكبر منذ عام 2014.
وذكرت المفوضية في تقريرها عن عام 2022 أن أكثر من 3500 من الروهينغا “اليائسين” حاولوا عبور البحر مقارنة بـ700 في عام 2021.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية “أبحرت معظم القوارب من ميانمار وبنغلاديش، مما يسلط الضوء على الشعور المتزايد باليأس لدى الروهينغا في هذين البلدين”.
وأضافت مانتو “أفاد أولئك الذين نزلوا إلى اليابسة في مناطق أخرى بأنهم قاموا بهذه الرحلات البحرية الخطيرة في محاولة للعثور على الحماية والأمن ولم شمل أسرهم وإيجاد سبل العيش في بلدان أخرى”.
وأشارت إلى أن “من بين هؤلاء ضحايا الاتجار وأطفال غير مصحوبين ومنفصلون عن ذويهم”.
وذكرت المتحدثة أن “الدعوات التي وجهتها المفوضية إلى السلطات البحرية في المنطقة لإنقاذ وإنزال المنكوبين قد ذهبت أدراج الرياح، إذ بقيت قوارب كثيرة عالقة في البحر لأسابيع”.
ووصفت المفوضية الأزمة الحالية في خليج البنغال وبحر أندامان بأنها “أزمة تضامن”، داعية إلى استجابة إقليمية كاملة للتصدي للاتجار بالبشر والقيام بعمليات البحث والإنقاذ ودعم البلدان التي يتم إنزال اللاجئين فيها.
وحذرت المتحدثة باسم المفوضية بأنه في غياب مثل هذه الاستجابة “سيستمر اللاجئون في القيام برحلات محفوفة بالمخاطر بحثا عن الأمان”.
وقد شن جيش ميانمار حملة على الروهينغا المسلمين عام 2017 دفعت مئات الآلاف منهم للفرار إلى بنغلاديش المجاورة، وقد سردوا روايات مروعة عما تعرضوا له من قتل واغتصاب وإحراق.