حصد عدد من الآثاريين المصريين جائزة أفضل الآثاريين والمرممين من مركز زاهي حواس للمصريات بعد تحقيق إنجازات كبيرة في عالم الاكتشافات والترميم خلال العام الماضي، حيث جرى تكريمهم في احتفالية بدار الأوبرا في حضور وزير السياحة والآثار المصرية أحمد عيسى.
فاز بالجائزة فريق مشروع ترميم مخطوط مزامير النبي داوود في المتحف القبطي، وهو أقدم نسخة كاملة من كتاب المزامير وعثر عليها خلال فترة الثمانينات داخل مقبرة في محافظة بني سويف تعود إلى القرن الرابع ميلاديا، وكانت موضوعة تحت مومياء طفلة في حالة غير جيدة، وفقا لوزارة السياحة والآثار المصرية.
وتتحدث شيرين ليون، مدير عام إدارة الترميم بالمتحف القبطي عن التكريم قائلة: “مفاجأة سارة لفريق العمل، كانت رحلة صعبة وشيقة في الوقت نفسه على مدار عامين من أجل إعادة المخطوط إلى نسخته الأولى قبل تعرضه للتلف على مدار قرون عديدة نظرا لأهميته إذ يعتبر أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين”.
وتضيف ليون “عُرض المخطوط للمرة الأولى داخل المتحف القبطي عام 2006 وبقى داخل }فاترينة{ زجاجية لسنوات عديدة حتى تقدمت بطلب رسمي في 2019 لتشكيل لجنة من المتخصصين برئاسة الدكتور حمدي عبدالمنعم، مدير ترميم متحف الفن الإسلامي، للوقوف على حالته ومدى حاجته للترميم، وأثناء عمليات الفحص وجدنا العديد من الأضرار التي لحقت به”.
وتسترسل المُشرفة على مشروع ترميم مخطوط مزامير داوود: “كانت ملازم المخطوط غير مرتبة، مكونة من 151 مزمورا في 244 صفحة صُنعت من رق الغزال غالي الثمن، خلال الفحص تبين إصابتها بالجفاف الشديد مما يعرضها للكسر فضلا عن التصاق الأوراق ببعضها وانكماش عدد كبير منها، وتآكل أجزاء أخرى مثل الأطراف وكعب المخطوط”.
وتؤكد ليون أن فريق العمل انهمك على الفور في مهمة دقيقة لترميم مزامير داوود دون الاستعانة بخبرات أجنبية مُشيرة إلى أن وزارة السياحة والآثار المصرية قامت بتوفير المواد المطلوبة للعمل في المخطوط وكانت الخطوة الأولى مع تطرية الأوراق بطرق علمية داخل معامل ترميم المتحف القبطي للتخلص من حالة الجفاف”.
وتذكر مدير عام إدارة الترميم بالمتحف القبطي الخطوات التالية لترميم مزامير داوود:
- قمنا بمعالجة الالتصاقات الناتجة عن تسرب أنزيمات من رأس الطفلة الموجودة في المقبرة على المخطوط.
- استكملنا أجزاء الصفحات التالفة بنوع من الأوراق اليابانية المتعارف عليها في عالم الترميم لكونها مناسبة للرق المستخدم في المخطوط.
- عملنا على إعادة ترتيب الصفحات من جديد بعد الاستعانة بخبراء في اللغة القبطية القديمة مثل الدكتور ملاك نصحي.
- انغمس الفريق في ترميم غلاف الكتاب وإعادة بعض الصفحات المنكمشة إلى مقاساتها الطبيعية قبل تعرضها للتلف.
وتوضح ليون أن المزامير باتت في حالة جيدة للغاية بعد الانتهاء من عمليات الترميم ولم يتبقَ سوى تسجيل وتوثيق التجربة عقب نجاحها، منوهة إلى أن المخطوط سيكون جاهزا للعرض مجددا داخل المتحف القبطي في شهر مارس القادم مع إتاحة شاشة تفاعلية ليتعرف الجمهور على تفاصيل النسخة بطريقة واضحة ومميزة.