( المنشر )
في واقعة هي الأولى منذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي بانقلاب عسكري في 3 يوليو 2013 ، أفردت وسائل إعلام مصرية مساحات واسعة لقيادات و أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين ( المصريين ) المتواجدين بتركيا ، للحديث حول وضع الجالية المصرية هناك بعد الزلازل المدمرة التي ضربت مناطق واسعة جنوب شرقي البلاد .
الصحفي سيد علي ، المعروف بدفاعه الشديد عن النظام المصري ، و هجومه الدائم على خصومه ، استضاف في برنامجه على قناة ” الحدث اليوم ” القيادي بجماعة الإخوان المسلمين ” عادل راشد ” ، رئيس ” الجالية المصرية بتركيا ” للحديث حول أوضاع المصريين بعد الزلزال.
و” عادل راشد ” هو قيادي بارز بجماعة ” الإخوان المسلمون ” ، و رجل أعمال مصري مقيم بتركيا .
كما نشرت صحف مصرية عديدة منها الأهرام و الشروق و المصري اليوم ، تصريحات لقيادات ” الجالية المصرية ” بتركيا ، و جميعهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين .
و يسيطر قيادات و أعضاء جماعة ” الإخوان المسلمون ” على جميع المناصب القيادية بكل التجمعات المصرية بتركيا و منها ” الجالية المصرية ” و ” رابطة الإعلاميين المصريين بالخارج ” .
و منذ الإطاحة بمرسي في 2013 ، نزح الآلاف من اعضاء جماعة الإخوان المسلمين و أنصارها و مؤيدي مرسي حتى من خارج الإخوان ، إلى تركيا و من هناك وجهوا انتقادات حادة للنظام المصري .
و أسس ” الإخوان المسلمون ” قنوات فضائية و مواقع صحفية ، شنوا من خلالها انتقادات شديدة لنظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي .
و بسبب تواجد معارضي السيسي في تركيا ، نشبت خلافات كبيرة بين نظامي السيسي و الرئيس التركي رجب طيب اردوغان .
و دأب الإعلام المصري على شن هجوم حاد على القيادة السياسية التركية .
لكن الأمور تغيرت مع حلول العام 2020 حيث دخل النظامان في جولات تفاوض لإعادة العلاقات بينهما .
و أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في عدة مناسبات وجود قنوات تواصل مع النظام الصري .
و توج التواصل بين نظامي مصر و تركيا بلقاء الرئيسين ، اردوغان و السيسي، خلال حفل افتتاح كأس العالم في قطر .
و قبل لقاء الرئيسين بشهور ، أوقفت تركيا بث قناة ” مكملين ” المعارضة التابعة للإخوان ، على أرضها فانتقلت القناة للبث من أيرلندا و بريطانيا .
و المعروف أنه طوال السنوات الماضية منذ 2013 ، طالما هاجم النظام المصري و الإعلام الموالي له جماعة الإخوان المسلمين متهما إياها بالعمالة لدول أجنبية ، و دعم الإرهاب في مصر ، و العمل على إسقاط الدولة ، و هو ما ورد كثيرا على لسان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي .
” المنشر ” تواصل مع مصادر عدة في الصحف المصرية التي نشرت تصريحات لقيادات ” الجالية المصرية ” بتركيا ، المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ، و اتفقت المصادر على أن الحصول على تصريحات قيادات الجالية ، و نشرها ، تم بناء على تعليمات من جهات عليا ، خارج إدارات الصحف و القنوات التي نشرت التصريحات .
و المعروف في مصر أن كل وسائل الإعلام بلا استثناء تخضع لإشراف صارم من الأجهزة الأمنية التي تمتلك أغلب وسائل الإعلام بالبلاد .
و أضافت مصادر ” المنشر ” أن نشر تلك التصريحات تم بدون علم أو تدخل من إدارات التحرير في تلك المؤسسات .
و في السياق ، قال مصدر سياسي مصري قريب نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي لـ ” المنشر ” ، أن ” مصر لديها انتخابات رئاسية العام القادم ، و البعض يرى أنه لابد من حدوث تهدئة و الحصول على دعم أطراف لها تواجد في الشارع بسبب الانخفاض الشديد في شعبية النظام ” .
و أضاف المصدر ” جماعة الإخوان المسلمين تنتظر منذ فترة كبيرة إشارة من النظام و تسعى منذ فترة كبيرة للصلح معه ” .
و تابع المصدر الذي رفض الكشف عن هويته قائلا ” الجماعة في أضعف حالاتها و عندما دعا الرئيس السيسي للحوار الوطني كان لديها حلم ان تنضم للحوار لكن النظام رفض ذلك رغم صدور بيانات من قيادات بالجماعة تعلن اعترافها بالنظام بعد سنوات من الرفض ” .