اعتبر محلل سياسي تونسي بيان حركة النهضة الإخوانية، تهديدا للدولة التونسية، لاسيما المؤسسة القضائية، مع استمرار التحقيقات في ملف تورط قيادات النهضة الإخوانية في دعم الإرهاب واغتيال السياسيين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وأصدرت حركة النهضة بيانا تهاجم فيه المؤسسة القضائية، وتزعم أن ربط حركة النهضة وقياداتها زورا بملف الإرهاب والاغتيالات السياسية بعد فشل كل المحاولات الفارطة وهو ما يفسر الطلبات المتكررة لللهيئة القضائية التونسية، والتي وصفتها حركة النهضة بـهيئة “الخداع”.
واعتبرت حركة النهضة ما أعلنت عنه وزارة العدل التونسية من تكليف لجنة مختصة للقيام بما سمّته تدقيقا في ملف الاغتيالات يتناغم بشكل عضوي مع ما طالبت به الهيئة الوظيفية بشكل فج سلطة الانقلاب التدخل في القضية.
وشددت حركة النهضة على أن ذلك الإعلان لا يعدو أن يكون سوى الوجه المكشوف لما مارسته سلطة الانقلاب من ضغوطات وتدخل في كل القضايا التي تم تلفيقها للحركة والتي انطلقت بإعطاء التعليمات لتوجيه التهم في ملف الجهاز السري المزعوم.
كما استنكرت حركة النهضة الحملة الإعلامية التي انخرط فيها البعض من الإعلاميين والمحللين وتشجب توظيف المرفق العمومي كالقناة الوطنية الأولى في محاكمات إعلامية وحملات تشويه ممنهج لحركة النهضة وبعض قياداتها.
من جانبه علق المحلل السياسي التونسي رياض جراد على بيان حركة النهضة، بأنه تهديد للدولة التونسية والقضاء التونسي.
وقال جراد عبر صفحته على “فيسبوك”:”البيان المتشنّج الصّاد، عن “النهضة” و تهديد الدولة التونسية و مؤسساتها لا سيما القضائية منها بالتدخلات الخارجية، إنّما يعكس حالة الرّعب و الهلع في صفوف الجماعة، خاصّة بعد المعطيات الأخيرة التي كشفتها هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد و محمد البراهمي و الشكاية التي رفعتها رسميا ضد رئيس العصابة راشد الغنوشي و نجله معاذ.
وأضاف رياض جراد “هذا البيان هو دليل إدانة ينضاف الى بقيّة الأدلّة ن محذرا من أي لجوء للعنف من قبل الجماعة المارقة في المرحلة القادمة لإيقاف مسار المحاسبة و الإفلات من العقاب.
وأضاف المحلل السياسي التونسي “أقول هذا و نصب أعيني ما قاله الشهيد شكري بلعيد : “سيلجؤون للعنف كلّما زاد إختناقهم، كلّما زادت عزلتهم”.
وفي وقت سابق كشف المحامي التونسي عبد الناصر العويني، عضو لجنة الدفاع عن السياسيين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، أن الهيئة رفعت دعوى قضائية ضد رئيس “حركة النهضة” راشد الغنوشي ونجله معاذ الغنوشي، ورئيس ما يعرف بـ”الجهاز السري” للاغتيالات، مصطفى خذر، على خلفية شبهة تورطهم في اغتيال بلعيد والبراهمي العام 2013.
وأكد العويني أن “النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب في تونس (محكمة مختصة بالتحقيق في قضايا الإرهاب والاغتيالات) تعهّدت بالدعوى القضائية ووجّهتها إلى الفرقة المختصة للقيام بالتحقيقات والاستماع إلى الجهات المشتبه بها”.