أفرجت السلطات الجزائرية عن الصحافي سعد بوعقبة، على خليفة مقال أطلق فيه أوصافا اعتبرتها السلطات مسيئة لـ”أولاد نائل” سكان ولاية الجلفة أحد الولايات في الداخل الجزائري.
وأمر قاضي التحقيق لدى الغرفة الأولى بمحكمة الدار البيضاء (الجزائر العاصمة) الإفراج عن الكاتب الصحافي سعد بوعقبة مع تقييده بالرقابة القضائية على خلفية مقاله الأخير “بعيدا عن السياسة”!
ونسب للصحافي سعد بوعقبة تهما تتعلق، بجنحة التمييز وخطاب الكراهية، وجنحة النشر وترويج اخبار باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. من شانها الاضرار بالأمن العمومي والنظام العام.
وكانت السلطات الجزائرية اعتقلت الصحافي سعد بوعقبة ، بعد تقدم تسع جمعيات محلية من مدينة الجلفة الجزائرية بشكوى ضد الكاتب الصحافي سعد بوعقبة ، تتهمه بالعنصرية والإساءة لهم في آخر عمود له حول مشروع تربية الأبقار في المدينة ، وهذا على الرغم من تقديمه اعتذارا وسحبه للمقال.
وقال بوعقبة في مقاله تت عنوان ” بعيدا عن السّياسة”: “إذا اختار الرّئيس تبون فعلا ولاية الجلفة، وبلدية البيرين على وجه الخصوص، لتربية أبقار المشروع القطري، فقد أصاب هذه المرّة عين الحقيقة! فالأمر يُعد ترقية لمنطقة الجلفة، من مستوى الخرفان، إلى حجم الأبقار!”.
وكان بوعقبة قد عاد للاعتذار والتأكيد على أن كلامه لم يفهم في السياق الذي أراده.
الجلفة ولاية جزائرية بمفترق الطرق من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب الجزائري، أهم مدنها: الجلفة، مسعد، عين وسارة، البيرين وحاسي بحبح ودار الشيوخ.
ويسكنها قبائل امازيغية وعربيةن ابرزهم قبائل “أولاد نائل” وتدّعي النسب العربي من القبائل القديمة التي وصلت إلى المنطقة منذ حوالي ألف سنة. بعض التقاليد ترجع أصولها إلى بنو هلال، التي قدمت إلى المرتفعات عبر الوادي، وغرداية، في حين يدعي آخرون أنهم ينحدرون مباشرة من إدريس الأول.
أن الكثير من المراجع الفرنسية تأتي على تسمية منطقة أولاد نايل بـ “كونفدرالية أولاد نايل” أي “اتحاد أولاد نايل” وهو ما يشير إلى الانسجام الذي يوجد بين التركيبة العروشية للقبائل المشكّلة للمنطقة. وقد أشار إلى ذلك الجغرافي الفرنسي “لويس بياس” في جغرافيّته سنة 1882 حيث يقول “هم يشكلون اليوم كونفدرالية قوية جدا لقبائل تشغل إقليما شاسعا يمتد إلى بوسعادة والزيبان شرقا بعمالة قسنطينة، والى سبخات زاغز وجبل العمور بالغرب.