أثار حضور وزيرين في الحكومة التونسية احتفالات العيد الوطني الإيراني جدلاً واسعاً في البلاد، خاصة بعدما ظهر جنباً إلى جنب مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الملاحق قضائياً بتهم إرهابية وشبهات تبييض أموال.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة ظهر فيها وزير التربية المكلف حديثاً محمد علي البوغديري ووزير الشؤون الدينية إبراهيم الشايبي، يشاركان في قطع كعكة بمساعدة الغنوشي والسفير الإيراني وكذلك عضو “جبهة الخلاص” المعارضة عصام الشابي، وذلك داخل مقر السفير الإيراني بتونس بمناسبة احتفالات الذكرى 44 للثورة الإيرانية.
وهزّ هذا المشهد غير المسبوق مواقع التواصل الاجتماعي، ومثّل صدمة للكثيرين الذين طالبوا بمحاسبة المسؤولين على القبول بهذه المشاركة في هذا الاحتفال ووضعهم اليد في اليد مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، الملاحق بتهم إرهاب وفساد مالي.
وكتب الناشط سامي غيبة موجهاً كلامه إلى وزيري حكومة نجلاء بودن “يضعون أيديهم في أيادي جناحي الإسلام السياسي الدموي بشقيه الشيعي والإخواني، ثم يتشدقون بأنهم يعادون الظلامية”، مضيفاً “الانتهازية سلوك ونمط حياة”، بينما اعتبر الناشط وليد بلقاسم أن كل الذين حضروا احتفالات السفارة الإيرانية “يجمعهم شيء واحد وهو تخريب الوطن وتحقيق مصالحهم على حساب مصلحة البلاد”.
وتفاعلاً مع هذا الجدل، أوضحت أرملة المعارض السياسي الراحل محمد البراهمي، والنائبة السابقة بالبرلمان مباركة عواينية، التي حضرت الاحتفال، أن الصورة تمّ التقاطها في السفارة بمناسبة عيدها الوطني، مؤكدةً أنها “صورة خبيثة” وأنّ حضور راشد الغنوشي في كل مناسبة هو “حضور أخبث”.
وأوضحت أن السفير الإيراني كان سيقطع الكعكة مع الوزيرين فقط، إلا أن راشد الغنوشي قفز من مكانه بعد أن ابتسم له السفير وتبعه عصام الشابي.