كشف تقرر مؤشر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف – مرصد بلحثي تابعة لمؤسسة الأزهر الشريف في مصر، عن ارتفاع معدلات العمليات الارهابية في قارة إفريقيا، مؤكد انها احتلت مقعد الصدارة على مستوى عمليات التنظيمات الإرهابية في العالم.
وقد سجل إجمالي عدد العمليات الإرهابية في عام 2022م (550) عملية، أسفرت عن سقوط (4189) ضحية، من بينهم (117) حالة إعدام، فضلًا عن إصابة (2029)، واختطاف (704) آخرين.
وقد سجل إجمالي عدد العمليات الإرهابية في عام 2022م (550) عملية، أسفرت عن سقوط (4189) ضحية، من بينهم (117) حالة إعدام، فضلًا عن إصابة (2029)، واختطاف (704) آخرين.
204 عكلية إرهابية في الصومال
ووفقًا لمؤشر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، جاءت الصومال في المرتبة الأولى؛ إذ بلغت عدد العمليات التي شنّتها حركة «الشباب» الإرهابية، وفرع تنظيم «داعش» في الصومال، 204 عملية تنوعت ما بين اغتيالات وتفجيرات وعمليات انتحارية، والتي أدت جميعها إلى مقتل 916، من بينهم 54 حالة إعدام، إصابة 1129، واختطاف 16 آخرين.
وهذه الأرقام تؤكد أن منطقة شرق إفريقيا تعد أحد المرتكزات الإفريقية الرئيسية للعمليات الإرهابية بشكل عام، ولحركة «الشباب» الفرع الأقوى لتنظيم «القاعدة» بشكل خاص؛ حيث تستغل الحركة استمرار بعض الأزمات السياسية في الصومال كالخلافات بين الحكومة الصومالية وبعض الولايات الفيدرالية، فضلاً عن استغلالها للوضع الأمني الهش الذي تتسم به المناطق الحدودية الصومالية مع دول الجوار، كذلك تبني الحركة لاستراتيجيات عدة لتجنيد مزيد من العناصر الإرهابية في صفوفها.
نيجيريا تصدر أكثر دول غرف افريقيا استهدافا
وتأتي نيجيريا التي تعاني من وطأة إرهاب «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» غرب إفريقيا في المرتبة الثانية؛ حيث تعرضت لـ (76) عملية إرهابية، أسفرت تلك العمليات عن مقتل1043، بينهم 13 حالة إعدام، و125 مصاب، 243 رهينة
وتسعى نيجيريا لوقف التمدد الملحوظ للتنظيمات الإرهابية في منطقة غرب إفريقيا من خلال استراتيجية استهداف القيادات، إلا أن الاستراتيجية المتبعة ما زالت تحتاج إلى مزيد من الجهود لدحر الخطر الإرهابي المتزايد.
بوركينا فاسو الأكثر تضرر من الارهاب في الساحل
واحتلت بوركينا فاسو الأكثر تضررًا من العمليات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء المرتبة الثالثة؛ حيث سجّلت 70هجومًا خلّف 594 قتيلًا، من بينهم 11 حالة إعدام، و283 من الجرحى، وبلغ عدد الرهائن 51، تليها في المرتبة الخامسة من نفس المنطقة دولة مالي التي تعرضت لـ 53 عملية إرهابية أدت إلى سقوط 474 ضحية، من بينهم 10 إعدامات، و259مصابًا بجراح، فضلًا عن اختطاف (220آخرين.
واحتلت الكونغو الديمقراطية المرتبة الرابعة بواقع 60 حادثًا إرهابيًا شملت عمليتي اغتيال، أسفر عن مقتل 670 شخصًا، بينهم (15 حالة إعدام، و48 جريحًا، و220 من الرهائن.
وجاءت النيجر في المركز السادس بـ 27عملية وتمثل 4.9% من إجمالي عدد العمليات الإرهابية، أدت إلى مقتل 245 من بينهم(14حالة إعدام، وإصابة 118، واختطاف 8 آخرين.
أما كينيا فقد احتلت المركز السابع إذ هاجمتها حركة الشباب الصومالية بـ 22 عملية بواقع (4%) أسفرت عن سقوط 88 ضحية، و20مصابًا، و8 مختطفين.
دول اقل ضررا من الارهاب
وجاءت موزمبيق في المركز الثامن بـ 15 حادثًا إرهابيًا أوقع 47 ضحية، و114 من الرهائن، دون وقوع إصابات، واحتلت الكاميرون المركز التاسع بـ 7 عمليات إرهابية خلّفت اثنين من الضحايا، و13 من المصابين، 15 من الرهائن. أما بنين فقد جاءت في المركز العاشر بـ6 عمليات إرهابية أدت إلى سقوط (26 ضحية، و18 مصابًا.
و تشاد في المركز الحادي عشر بـ 4 عمليات إرهابية تضمنت عملية اغتيال، أدت جميعها إلى مقتل37 شخصًا فقط دون وقوع إصابات، و إثيوبيا في المركز الثاني عشر بواقع عمليتين إرهابيتين، إذ بلغ عدد القتلى التي نتجت عن هاتين العمليتين 37 قتيلًا.
جماعة نصرة الاسلام والمسلمين
كما أوضح مؤشر الإرهاب في إفريقيا لعام 2022م أن هناك أعمالاً إرهابية متفرقة جاءت في المركز الأخير بنسب متساوية حدثت في كل من إفريقيا الوسطى التي هاجمها تنظيم “نصرة الإسلام والمسلمين” بعملية واحدة أدت إلى سقوط 17 ضحية.
وعملية واحدة في توجو أسفرت عن مقتل 8 أشخاص، وإصابة 13 آخرين. وأخرى في السنغال أدت إلى سقوط 4 ضحايا، و7مختطفين. أما في أوغندا فقد هاجمها “تحالف القوى الديمقراطية” بهجوم وحيد أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 بجراح.
ومن خلال الاحصائية يتبين أن منطقة الشرق و القرن الإفريقي جاءت في المركز الأول بعدد عمليات بلغ 254 عملية إرهابية، يليها في المركز الثاني منطقة الساحل والصحراء التي تعرضت لـ 156 عملية إرهابية، ثم منطقة غرب إفريقيا في المركز الثالث؛ إذ بلغ عدد العمليات فيها 78عملية إرهابية، فيما احتلت منطقة وسط إفريقيا المركز الرابع؛ بواقع 71حادثًا إرهابيًا.
أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في إفريقيا في عام 2022من فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية 5407 قتيلًا و644 معتقلًا، فضلًا عن استسلام 634.
وبالرجوع إلى المؤشر في السنتين الماضيتين، نجد أن العمليات الإرهابية في عام 2021م، بلغت 735 عملية تعرضت لها 14 دولة في القارة، وهي (نيجيريا، الصومال، الكونغو الديمقراطية، بوركينافاسو، مالي، النيجر، تشاد، الكاميرون، كينيا، موزمبيق، أوغندا، #ساحل العاج، بنين، توجو)، خلفت تلك العمليات 4318 من القتلى، و1968 من المصابين، و1210 من الرهائن. وبلغ عدد القتلى من التنظيمات المتطرفة4757 و820 معتقلًا، فضلًا عن استسلام 833 ارهابي.
أما في عام 2020م، فقد بلغ عدد العمليات الإرهابية 635عملية طال خطرها 13دولة في إفريقيا، وهي (نيجيريا، الصومال، الكونغو الديمقراطية، بوركينافاسو، مالي، النيجر، تشاد، الكاميرون، كينيا، موزمبيق، أثيوبيا، تنزانيا، ساحل العاج)، أدت إلى سقوط 4400 ضحية، و2127 مصابًا، و522 مختطفًا. أما من حيث جهود المكافحة، فقد بلغ عدد القتلى من التنظيمات الإرهابية (4998) إرهابيًا، فضلًا عن اعتقال 634 آخرين.
تراجع معدلات عمليات الارهاب
ووفقًا لمؤشر عام 2022 الذي يقيس تأثير الإرهاب حسب عدد الهجمات والقتلى والجرحى والرهائن، يمكن القول إن الوفيات الناتجة عن الإرهاب في السنوات الثلاث قد انخفضت، إلا أن انخفاضها كان ضئيلًا، فقد كشف هذا المؤشر انخفاض العدد الإجمالي للوفيات الناتجة عن الإرهاب في إفريقيا إلى 4189 قتيلًا في عام 2022م، بنسبة تراجع قدرها 1.8 % عن العام السابق 2021م والذي قتل فيه 4318، و4.8 % عن عام 2020م الذي قُتل فيه 4400 شخصًا في الهجَمات الإرهابية.
وعلى الرغم من انخفاض عدد الوفيات، ارتفع عدد الهجمات من 635 هجمة في عام 2020م إلى 735 هجمة في عام 2021م، ثم تراجع في عام 2022م ليصبح 550 هجمة إرهابية.
وبالنسبة لقياس تمدد الإرهاب في إفريقيا، يشير مؤشر مرصد الأزهر إلى أن الإرهاب الغاشم استهدف 13 دولة إفريقية في 2020م، فيما توسع في عام 2021 ليطال خطره 14 دولة إفريقية، ثم توسع ميدانيًا في عام 2022م ليصبح عدد الدول المتضررة إلى 16 دولة. وهو مؤشر خطير يدل على احتمالية تغلغل التنظيمات الإرهابية في عدد من البؤر الجديدة في عام 2023 لا سيما دول منطقة الشرق والقرن الإفريقي، والدول المطلة على خليج غينيا، وهو ما يتطلب البحث عن استراتيجيات جديدة غير تقليدية للحد من أنشطة التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع حضورها في النقاط الأكثر هشاشة حول العالم.
وعن جهود مكافحة الإرهاب، يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن ثمة اتجاهات يمكن تبنيها، أبرزها الآتي، الاستمرار في استراتيجية “قطع الرؤوس” لاستهداف قيادات التنظيمات الإرهابية.
ومواجهة التنظيمات الإرهابية بشكل شامل وعلى جميع المستويات وفي آن واحد عسكريًا، واقتصاديًا، وفكريًا، ودينيًا، وتقوية أواصر التعاون العسكري والتنسيق الفعال بين الدول المتضررة والتي يربطها شريط حدودي واحد، فضلًا عن عقد تحالفات دولية لمواجهة التنظيمات الإرهابية.
كذلك توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مكافحة الأنشطة الإرهابية، بهدف الحفاظ على العنصر البشري والتمكن من رصد أماكن تواجد العناصر الإرهابية وتطهير المناطق المختلفة منهم.
وأوضح المرصد أنه رغم الضربات القاصمة التي تعرّضت لها تلك التنظيمات الارهابية في عام 2022م، لا سيّما اغتيال بعض قادتها في إطار ما يعُرف بـ “استراتيجية قطع الرؤوس”، واستسلام عدد كبير من عناصرها الإرهابية، وذلك بسبب استمرار حالة التأزم التي تشهدها دول عديدة في القارة السمراء، واستغلال تنظيمات العنف والإرهاب للأوضاع الأمنية الهشة، وكذا الظروف المتردية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا التي تعيشها بعض دول القارة.