في قلب العاصمة الغانية أكرا، تحجب اللوحات المكسوة بالانطباعات الفنية لأعجوبة معمارية أعين المتطفلين عن رؤية ما يحدث على الجانب الآخر.
وعندما تسأل عن ماهية هذا البناء تأتيك إجابات مختلفة بحسب من تسأله، فإن المبنى المخطط الذي تبلغ تكلفته ملايين عديدة من الدولارات، والمعروف باسم الكاتدرائية الوطنية في غانا، هو إما رمز لسوء الإدارة الاقتصادية للبلاد أو استثمار استراتيجي وجريء.
حكاية البلد الذي لا يصل فيه أحد في موعده أبدا
الأصغر مساحة وسكانا، حكاية الدولة ذات التأثير الروحي الأكبر في العالم
وفي خطاب ألقاه في مطلع العام الجديد، بعد أسبوعين فقط من تخلف غانا فعليا عن سداد معظم ديونها الخارجية وسط تصاعد كلفة المعيشة والأزمة الاقتصادية، جدد رئيس غانا نانا أكوفو أدو، وهو يسخر من منتقديه، التزامه بتشييد هذا المبنى الديني.
وقال الرئيس في موقع البناء حيث أقيم ماراثون لقراءة الكتاب المقدس: “الكاتدرائية الوطنية هي عمل لتقديم الشكر للرب على بركاته وفضله ورحمته بأمتنا”.
وقال إن الرب أنقذ غانا من الصراع الذي عصف بالعديد من البلدان، بما في ذلك بعض جيرانها في غرب إفريقيا، الذين واجهوا العديد من التحديات الأمنية.
ثم أعلن الرئيس عن تبرع شخصي بمبلغ 100 ألف سيدي (العملة المحلية) أي ما يعادل 8 آلاف دولار لتغطية تكاليف البناء.
وكان من المتصور أن تكون هذه الكاتدرائية مكانا مقدسا لجميع المسيحيين، الذين يشكلون 70 في المئة من السكان حيث يمكن تقديم الخدمات الدينية الوطنية. لكن حماس أكوفو أدو للمشروع أدى إلى انقسام الرأي العام.