أسدل الستار على الانتخابات الرئاسية في نيجيريا، بتنصيب تينوبو بولا أحمد رئيسًا للبلاد، بعد منافسة شرسة مع منافسَيه الرئيسيَّين عتيق أبو بكر، مرشّح حزب الشعب الديمقراطي، وبيتر أوبي، مرشّح حزب العمّال، ويتوج بالسلطة.
انتخابات الرئاسة في نيجيريا وسط إجراءات أمنية مُشددة السبت المقبل
ولد الرئيس النيجيري المنتخب أحمد بولا تينوبو في مارس 1952 بلاغوس، في نيجيريا لأم ثرية هي أبياتو موغاجي، توجه مبكرًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويرجح أنه استكمل تعليمه في المرحلتين الثانوية والجامعية هناك، وفي عام 1979 حصل على ماجستير في المحاسبة من جامعة شيكاغو.
وبعد عودته من أمريكا إلى نيجيريا، التحق بشركة موبيل نيجيريا النفطية، ومع مرور الوقت تولى مديرها التنفيذي ليفتح علاقات واسعة مع السياسيين البارزين في البلاد.
الصومال ونيجيريا الأكثر تضررا .. مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يكشف خريطة العمليات الارهابية في افريقيا
يطلق عليه النيجيرون، العديد من الألقاب “محارب المحاربين- صانع الملوك-عراب لاغوس”، ولكل هذه الألقاب، دلالات تختصر معارك سياسية خاضها تينوبو صاحب الـ “70 سنة” في السر والعلن، ضد خصومه السياسيين وحتى العسكريين.
ينحدر تينوبو من أسرة مسلمة، وانتخب في مجلس الشيوخ النيجيري في عام (1992-1993)، ثم تم نفيه بعد انقلاب عسكري بالبلاد (1994-1998)، ثم تولي رئاسة لاغوس (1999-2007)، ثم توحيده لعدة أحزاب معارضة، وجمعه التأييد للجنرال، محمد بوخاري.
العنف يسيطر على نيجيريا …مقتل 41 شخصا فى اشتباكات مسلحة بالبلاد
وعلى الرغم من أن حياته السياسية مليئة بالمكافحة ضد الفساد، ولكنه اتهم تينوبو هو الآخر بالفساد وتزوير شهاداته المدرسية، والمتاجرة بالمخدرات عندما كان طالبًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
خلال تلك الفترة، عانت البلاد لمدة 5 سنوات من الاضطرابات والانقلابات، مما أدى إلى مغادرة تينوبو من نيجيريا، واللجوء إلى المنفى القسري.
ومن 1999 إلى 2007 تولى تينوبو حكم ولاية لاغوس، وهي العاصمة الاقتصادية لنيجيريا، وسيطر على زمام الأمور وحقق العديد من النجاحات السياسية والاقتصادية، ونقلها إلى ولاية مزدهرة.
نيجيريا تشعل سباق الجزائر و المغرب على تصدير الغاز لأوروبا
لقب بصانع الملوك ، نظرًا لما قدمه من مساندة ودعم ونفوذ للرئيس السابق محمد بخاري، عام 2015، وكذلك في عام 2019.
ويعد الرئيس الجديد ثاني أغنى سياسي في نيجيريا، حيث يمتلك ثروة تقدر بنحو 4 مليارات دولار، لكن البلد الأفريقي الغني بالنفط، كما أنه بحاجة إلى خبرة وتجربة، يطمح شبابه إلى تحقيق نفوذ سياسي واقتصادي كبير، بخاصة في ذلك تمدد كبير للجماعات الإرهابية، وهو أبرز تحدٍ له.
الأمم المتحدة: تهديد تنظيم داعش لا يزال مرتفعا ويتمدد في أفريقيا
أمام الرئيس الجديد تحديات صعبة لمواجهتها خلال ولايته الأولى، التي تنتهي في 2026، وعلى رأس هذه التحديات استعادة الأمن في المناطق الشمالية والوسطى التي تنتشر فيها نشاطات إرهابية، وفي منطقة دلتا نهر النيجر الموجودة ناحية جنوب البلاد، والمشهورة بسرقة النفط ونشاط بعض الجماعات الإرهابية المحلية.
أما التحدي الثاني الذي سيواجهه في نيجيريا، هو انتشال الشعب من أوحال الفقر والجهل والاستثمار في قطاعي النفط والغاز، والذي تمتاز به البلاد.
وتعد نيجيريا بلد المتناقضات، فهي أكبر اقتصاد في القارة الأفريقية، وينتشر فيها الفقر بين معظم شعبها.