وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مطار “بن غوريون” والتقى وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن، على واقع احتجاجات عارمة شملت إغلاق الطرق الرئيسية بما فيها تلك المؤدية إلى المطار، وإعاقة الملاحة في ميناء حيفا.
وأغلق المتظاهرون في “يوم مناهضة الديكتاتورية” الطرق الرئيسية في “إسرائيل” احتجاجا على مضي حكومة بنيامين نتنياهو قدما في تمرير خطة بشأن القضاء تصفها المعارضة بأنها “انقلاب على الديمقراطية”.
وفي خطوة غير مسبوقة، قامت مجموعات من جنود الاحتياط في البحرية الإسرائيلية، بإغلاق ميناء حيفا أمام حركة الملاحة احتجاجا على “الإصلاحات القضائية”.
وأغلق المتظاهرون الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار “بن غوريون” لمنع نتنياهو من الوصول إليه، وعدم السماح له بالسفر إلى روما.
وأغلقت مجموعة من وحدات الاحتياط في الجيش بالباطون (مكعبات الأسمنت المسلح) مدخل معهد الأبحاث كوهيلت في القدس المحتلة.
وشمل الحراك مسيرات وإضرابات مؤقتة في أماكن العمل، وإغلاق الطرق الرئيسية وتعطيل خدمات القطارات، والتجمعات أمام منازل كبار المسؤولين في الحكومة اليمينية.
وتكون ذروة هذه الاحتجاجات في مظاهرة كبرى تنظم مساء الخميس، وسط مدينة تل أبيب.
وبدأت الاحتجاجات بمسيرات يشارك فيها تلاميذ وأولياء أمورهم في عشرات المواقع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “ستنطلق بالتزامن المئات من سيارات المزارعين من أماكن متعددة ليشكلوا قوافل على الطرقات”.
ونشرت شرطة الاحتلال 3000 من عناصرها في جميع أنحاء البلاد لمنع إغلاق المتظاهرين للطرق.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنه “لن يسمح بسد مداخل ومنافذ مطار بن غوريون، قرب تل أبيب، والطرق المحورية”.
وقال المنظمون في بيان إنه “واجب مدني أن نقاوم الديكتاتورية وهذه هي الطريقة الوحيدة لإعادة إسرائيل إلى طريق الديمقراطية. هذه معركة كبيرة من أجل استقلال المواطنين الإسرائيليين ضد الاستبداد الذي سيدمر ما بنيناه هنا لأكثر من 70 عامًا. ندعو الجمهور بأكمله للمشاركة في الاحتجاجات”.
والتقى وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن، مع بنيامين نتنياهو في مطار بن غوريون قرب تل أبيب.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن نتنياهو وزوجته سارا غادرا القدس إلى المطار في طائرة مروحية.
ووصل اوستن إلى مطار “بن غوريون” قادما من مصر واستقبله وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت.
وكان من المقرر أن يصل اوستن إلى تل أبيب مساء الأربعاء، ولكن تأجل وصوله الى اليوم الخميس بسبب احتجاجات “يوم مناهضة الديكتاتورية” التي تعم دولة الاحتلال.
وأكد البنتاغون، أن أوستن أكد خلال لقائه نتنياهو على التزام واشنطن الصارم بأمن إسرائيل وتفوقها العسكري النوعي.
وناقش أوستن مع نتنياهو التهديدات التي تشكلها إيران بالمنطقة واتفقا على زيادة التعاون لمواجهتها، مشددا على الموقف الأمريكي بمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، بحسب بيان البنتاغون.
وأكد الوزير الأمريكي على أهمية تنفيذ الالتزامات التي تعهد بها المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون في قمة العقبة، “طالبا من نتنياهو اتخاذ خطوات فورية لتهدئة العنف والعمل من أجل تحقيق سلام عادل”.
وحذر جنرال إسرائيلي بارز من خطورة الأوضاع التي تمر بها “إسرائيل”؛ مع تنامي الاحتجاجات الرافضة لـ”الإصلاح القضائي”، و”عدم أهلية الجيش الإسرائيلي لخوض حرب إقليمية، والذي بدوره سيؤدي بدولتنا إلى حافة الهاوية دون طريق عودة”.
وأوضح الجنرال الإسرائيلي يتسحاق بريك في مقال بـ”معاريف” العبرية، أنه “قبل أن ينشب الصراع على الإصلاح القضائي الذي تقوده الحكومة، كان وضع الجيش في أسوأ حال، ومنذ سنين والجيش يفقد أهليته وجاهزيته للخروج إلى حرب إقليمية؛ السيناريو حولها هو القتال في ست ساحات وهي: إيران، وحزب الله، ومليشيات مؤيدة لإيران وجيش سوريا، وحماس والجهاد الإسلامي في غزة، ونشوب انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، واندلاع اضطرابات لآلاف المشاغبين في داخل إسرائيل”.
ونبه الجنرال، إلى أن “كل ذي عقل عليه أن يتذكر، أنه بدون جيش جاهز للحرب لن تكون لنا لا ديمقراطية ولا دكتاتورية، ببساطة لن تكون لنا دولة”، موضحا أن “الصراع ضد الإصلاح القضائي يضيف الزيت على النار، ويؤدي إلى تفكك الصفوف وإيمان جنود الاحتياط بطريقهم، وهذه العملية تتغلغل إلى الجيش النظامي وتمس مسا شديدا بدافع الخدمة في الأسلحة القتالية وبتحريك المقاتلين في الاحتياط للخدمة في الجيش”.
وأضاف: “رفض الخدمة محظور، والجيش ملزم بأن يكون فوق السياسة، هذه عملية تؤدي بيقين إلى كارثة وإمكانية خراب “البيت الثالث”، وبدلا من الاستعداد بكامل النشاط للحرب الرهيبة التي تقف أمام أعتابنا، والتي قد تنشب في كل لحظة، نواصل الغرق عميقا في مستنقع انعدام الزعامة العاملة لأجل إخراجنا من هذه الدوامة”.
ورأى أن “الأنا ولي الأذرع، سيؤديان بإسرائيل إلى حافة الهاوية دون طريق عودة، وفي هذا الصراع لن يكون منتصرون بل مهزومون فقط، وحتى لو أعلن أي من الطرفين انتصاره، فسيكون هذا انتصارا أشبه بالهزيمة”، محذرا من حالة “الفوضى” التي ستضرب الاحتلال في كل الجوانب والمجالات، وخاصة في جانب الأمن حيث ستتأثر قدرة الإسرائيليين في الوقوف أمام “هجمات الأعداء”.
وقال بريك: “نحن نسير بوعي وتصميم وبثبات نحو ضياع دولتنا”، منوها إلى أنه “من أجل أن لا نفقد دولتنا فإن على السياسيين ألا يكونوا محقين بل حكماء، هذه لحظة اختبار لقيادة إسرائيل”.
وحذر الجنرال من خطر “تفكك إسرائيل”، معتبرا أن “كل زعماء الطيف السياسي يتحملون المسؤولية المباشرة وغير المباشرة، وسيذكرون بالسوء في كتب التاريخ، الحوار وحدة كفيل بأن يوصلنا إلى حل وسط بتوافق واسع، وأن ينقذ إسرائيل من الضياع، لقد فات الأوان”.
وتشهد اسرائيل منذ أكثر من شهرين مظاهرات متصاعدة أسبوعيا للضغط على الحكومة للتراجع عن خطط تقليص صلاحيات القضاء الإسرائيلي لصالح السلطتين التشريعية والتنفيذية.