رد وزير الخارجية الفنزويلي، إيفان خيل بينتو، ، على الاتهامات التي وجّهتها الدول الغربية إلى فنزويلا بـشأن “انتهاكات حقوق الإنسان”، قائلاً إن الاختلافات الأيديولوجية مع دول الهيمنة، مثل أميركا والاتحاد الأوروبي، أصبحت مسألة تدليس لا معنى لها.
وأضاف بينتو، أنّ هذه الاختلافات تمثل تلاعباً يضرّ بمسار النضال من أجل حقوق الإنسان بالذات، وتهدف إلى تشويه إرادة شعب حدد لنفسه مصيراً، كفنزويلا.
ودان الوزير الفنزويلي استخدام خطاب حقوق الإنسان من أجل مهاجمة البلدان التي تُقلق راحة البلدان المهيمنة، قائلاً إنه “حقاً وضع مؤسف للغاية”.
ولفت إلى أن فنزويلا بلد يكرّس في دستوره حقوق الإنسان عنصراً أساسياً، موضحاً أن الثورة البوليفارية ليست سوى نتاج لمسار نضالي في الدفاع عن حقوق الإنسان.
وأشار بينتو إلى أن بلاده ضحية انتهاك ممنهج لحقوق الإنسان، من خلال فرض العقوبات عليها.
وفيما يخص موقف فنزويلا بشأن تطورات الحرب بين روسيا والأطلسي في أوكرانيا، قال وزير الخارجية إن الوضع الذي تعاني من جرائه أوروبا الآن، هو حالة الحرب في أوكرانيا، واصفاً إياه بـ”المؤسف للغاية”.
وأضاف أن بلاده عبّرت عن ذلك من خلال ما قاله الرئيس نيكولاس مادورو منذ اليوم الأول، من العام الماضي.
وأشار الوزير الفنزويلي، خلال لقائه مع الميادين، إلى أنه لا يمكن لأي دولة أن تهدد أمن دولة أخرى، أو تحقق أمنها على حساب تهديد أمن دولة أخرى، موضحاً أن بلاده متمسكة بالموقف القائم على أنّ الصراع بين أوكرانيا وروسيا يجب حلّه من خلال القنوات الدبلوماسية، وليس باستخدام الأسلحة.
أمّا إرسال كميات أكبر من الأسلحة إلى أوكرانيا، فإنه يجعل الوضع أكثر تعقيداً، وفقاً لخيل بينتو.
وأضاف أن “الرئيس المكسيكي، لوبيز أوبرادور، أطلق مبادرة مثيرة للاهتمام، تتمثل بالبحث عن مجموعة من الأصدقاء، ونحن نسعى مع البلدان، التي يمكن أن تقارب بين موقفَي روسيا وأوكرانيا”.
وأكد بينتو أن بلاده تحلل موقف الصين بشأن إطلاق اقتراح لتحقيق السلام.
وفيما يخص تقييم علاقة فنزويلا بكل من روسيا وايران، أجاب الوزير الفنزويلي بأن بلاده تجمعها علاقة تعاون وثيقة بكل من البلدين، مضيفاً أن هناك عدداً من المشاريع في مجالات الطاقة والغذاء وتكنولوجيا المعلومات ومجالات النقل.
وفي هذا الصدد، أكد بينتو أن روسيا وإيران حليفتان لفنزويلا منذ زمن طويل، قائلاً إن بلاده على اتصال دائم بهما، ولديها علاقات متينة جداً بهما، بحيث يتم التشارك في المنتديات السياسية المهمة، مثل “مجموعة المدافعين عن مبادئ الأمم المتحدة”.
وأضاف أن بلاده وقعت مع إيران على خطة تحالف استراتيجية للأعوام العشرين المقبلة.
العلاقة بين كاراكاس وواشنطن مرتبطة بالنفط
إلى ذلك، رد الوزير الفنزويلي على سؤال متعلّق بزيارة الوفد الأميركي لفنزويلا، قائلاً: “اعتقدنا أن هذه الزيارة ستفتح الطريق أمام علاقات جديدة بواشنطن”.
ولفت بينتو إلى أن هناك محادثات مستمرة مع أميركا في مختلف الأصعدة، مشيراً إلى أن الوضع معقد، لأن الولايات المتحدة “إمبراطورية” لديها عدد من التناقضات.
وقال، في هذا الصدد، إن بلاده تريد أن تكون لها علاقة جيدة بالولايات المتحدة وجميع دول العالم، مضيفاً أن أميركا تفرض رؤية قديمة ضد فنزويلا، ولا تزال مظاهر الإمبراطورية وبقايا عقيدة “مونرو” موجودة.
وأكد أن فنزويلا ستتمكن من جعل المجتمع والمؤسسة السياسية الأميركيَّين يقتنعان بأن أفضل طريقة للتعايش هي عبر وجود علاقة سليمة.
نحن على يقين من أننا سنتمكن من جعل المؤسسة السياسية والمجتمع الأميركيين يقتنعان بأن أفضل طريقة للتعايش هي عبر وجود علاقة سليمة
وبشأن أن تكون الزيارة الأميركية تهدف إلى الحصول على نفط فنزويلا، قال وزير الخارجية إن بلاده تمتلك أكبر احتياطي نفط في العالم، والولايات المتحدة هي أكبر مستهلك للنفط في العالم. لذلك، فإن العلاقة بين كاراكاس وواشنطن هي “دائماً مرتبطة نوعاً ما بمسألة النفط”.
وأضاف: “يوجد لدينا اختلاف أيديولوجي وبنيوي مع الولايات المتحدة، فرؤيتها للعالم معقدة جداً، ونحن لا نشاركها في هذه الرؤية”.
وفيما يخص العلاقات بين فنزويلا وفرنسا، قال الوزير الفنزويلي إن البلدين يتمتعان بعلاقات مستقرة، على الرغم من أنه كانت هناك، قبل بضعة أعوام، بعض الاختلافات في تصريحات نارية.
واتخذ الاتحاد الأوروبي، بحسب الوزير الفنزويلي، “موقفاً عدائياً في مرحلة ما، لكن العلاقات تتحسن”، قائلاً إن الاتحاد يدرك أن فنزويلا تمثل ديمقراطية راسخة.
ولفت إلى أن استقرار فنزويلا، اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، بدأ يتبلور بقوة أكبر. ووفقاً له، فإن هذا يؤدي إلى أن تعود العلاقات التاريخية بين أوروبا وفنزويلا، شيئاً فشيئاً، إلى مستواها التاريخي.
وتطرق الوزير الفنزويلي إلى الوضع العام في أميركا اللاتينية، وخصوصاً بعد عودة لولا دا سيلفا الى الحكم في البرازيل، قائلاً إن أميركا اللاتينية تشهد موجة تقدمية بعد صعوبات مع بعض الحكومات المنتخبة، والتي لم تعرف كيف تعبّر عن إرادة شعوبها في تحسين التكامل في أميركا اللاتينية.
ووصف بينتو الوضع هناك بأنه يمر في “مرحلة مثيرة للاهتمام”، مضيفاً: “لقد أنهينا مؤخراً قمة منظمة سيلاك في بوينس أيرس في كانون الثاني/يناير من هذا العام، والتوقعات إيجابية”.
إلى ذلك، رأى أن عودة البرازيل إلى “سيلاك” ستمنحها ديناميكية أكبر كثيراً مما كانت عليه.
وأشار إلى أن انتخاب حكومة شعبية في كولومبيا ساهم في تغيير الوضع في أميركا اللاتينية.
وعلى المستوى الإقليمي، شدد وزير الخارجية الفزويلي على ضرورة خلق اتحاد حقيقي يسمح بمواجهة كل التحديات في ظل موجة التقدمية.