أصبحت تشاد مسرحًا للصراع بين روسيا والدول الغربية، حيث يحاول كل معسكر السيطرة على ثرواتها من خلال دعم الفصائل المتناحرة هناك، فالغرب يدعم النظام الحاكم، بقيادة ديبي الابن الذي يقود المرحلة الانتقالية خلفًا لوالده عقب اغتيال الأخير في أبريل 2021، بينما تساند موسكو عبر ذراعها العسكرية فاغنر المتمردين .الصراع الروسي الغربي
الصراع الروسي الغربي
وصل الصراع الروسي إلى ذروته بحسب صحيفة وول ستريت، التي أكدت أن المخابرات الأميركية، توصلت إلى معلومات حول تعاون فاجنر مع متمردي تشاد لتنفيذ خطة لاغتيال محمد إدريس ديبي، رئيس تشاد الانتقالي والاستيلاء على السلطة.
عبدالرحمن شلقم // روسيا وفرنسا… حرب مفتوحة في أفريقيا
وقدم يفغيني بريغوجين، رئيس الشركة الروسية العسكرية، دعمًا ماليًّا ومعلوماتيًّا لتنفيذ عملية الاغتيال، على غرار تلك الهجمات التي شنتها هذه الحركات عام 2021 ونتج عنها مقتل الرئيس التشادي السابق، إدريس ديبي، لوضع نهاية لنظام ديبي الذي يحكم البلاد، منذ ديسمبر 1990.
وتعمل فاغنر تحاول الاستفادة من حالة السخط المتزايدة في الداخل التشادي ضد المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في البلاد، بقيادة محمد إدريس ديبي، لاسيما بعد استخدام القوات الحكومية للعنف ضد احتجاجات المعارضة، التي ترفض تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين إضافيين، ونتج عنها مقتل نحو 128 شخصًا، واعتقال 943 آخرين.
دعم روسيا للمعارضة التشادية
وأضاف أن المعارضة التشادية، اتجهت للتعاون مع الشركة الروسية ردًا على دعم الدول الغربية لنظام ديبي الابن، وظهر ذلك في مذكرات الاعتراض التي تقدم بها جناح الشباب بحزب الاتحاد الوطني للتنمية والتجديد إلى سفارات عدد من الدول الغربية، أبرزها الولايات المتحدة وألمانيا، مطالبين خلالها بضرورة إنهاء الدعم غير الشرعي للسلطات الانتقالية في أنجمينا.
دعم استخباراتي أميركي لديبي الإبن
المعلومات الاستخباراتية الأميركية المقدمة للسلطات التشادية حول تحركات فاغنر تعكس رغبة واشنطن في منع تمدد الشركة الروسية في أفريقيا لحماية المصالح الغربية، وأكبر دليل على ذلك زيارة وليام بيريز، مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، إلى ليبيا، مطلع يناير 2023، والتي استهدفت محاولة دفع الأطراف الليبية المختلفة للابتعاد عن ذراع روسيا العسكري، وتضييق الخناق عليها وحرمانها من أي مصادر للتمويل.
تشاد تفتتح سفارة لها في تل أبيب بحضور نتنياهو
كما تقدمت الولايات المتحدة الأميركية بطلب إلى فاوستين أرشانج تواديرا، رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، بإنهاء تحالفه مع فاجنر، مقابل تقديم التدريب لجيشه، وإعطائه المزيد من المساعدات الإنسانية.كما
الصومال ونيجيريا الأكثر تضررا .. مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يكشف خريطة العمليات الارهابية في افريقيا
وأطلق رئيس المجلس العسكري الحاكم في البلاد، عملية عسكرية شمال البلاد مما يعكس قلقه من تنامي قوة المجموعات المسلحة في هذه المنطقة، خاصةً في ظل ارتباطات بعضها بمجموعة فاجنر الروسية.
كما أعلنت جبهة التغيير والوفاق أن شمال تشاد أضحت تمثل بؤرة للاغتيالات خلف الأبواب المغلقة، متهمةً المجلس العسكري الحاكم بتدبير هذه الأحداث لخدمة أهدافه السياسية، بالإضافة إلى غضب قوى المعارضة التشادية من السلطات الحاكمة بعدما قضت محكمة في نجامينا، في 7 يونيو 2022، بسجن 6 من زعماء المعارضة تم اعتقالهم منتصف مايو الماضي.