أصبح من الواضح تسارع وتيرة التغيرات في العالم لترسم خطًا فاصلًا بين الشرق والغرب، يشعل صراعًا على النفوذ والسيطرة على النظام الدولي.
والتقى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين – الصيني شي جين بينج، مرتين، في العاصمة الروسية«موسكو»، في الأيام الثلاثة الماضية، مع تأكيدهما الرغبة في دفع النظام العالمي إلى لعبة تعددية الأقطاب، ما يعكس رغبة واضحة في إنهاء النفوذ الغربي.
وفيما كان الرئيسان بينج وبوتين يبحثان مستقبل التحركات الثنائية عالميا، وسط حديث محللين عن تشكيل جبهة ضد الغرب، لم يكن الوفد الصيني مستعدا للاستغناء عن الوجبات السريعة الأمريكية.
حيث ظهر مقطع فيديو من موسكو تأكدت من صحته صحيفة بيلد الألمانية، أن وفد “شي جين بينج، طلب أكوامًا من الأكياس من سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأمريكية الشهيرة” بالدجاج المقرمش، إلى الفندق الذي يقيمون فيه في موسكو.
ويرجع دفع النظام العالمي إلى لعبة تعددية الأقطاب، هذه التأكيدات تأتي بعد 13 شهرا من التوتر بين الشرق والغرب، الذي كان وقوده الحرب الأوكرانية والعقوبات الغربية على موسكو تارة، والتوتر حول تايوان بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكية السابقة، نانسي بيلوسي، إلى شبه الجزيرة.
لكن يبدو أن هذا التوتر المتزايد، وهذا الخط الفاصل بين العالمين، يذوبان أمام الدجاج المقرمش الأمريكي الذي يحمل بانرا شهيرا للغاية في العالم.
Soluxe Hotel in Moscow
ويقيم الوفد في فندق “Soluxe Hotel in Moscow” الذي يتخصص في تقديم الخدمة للعملاء الصينيين والآسيويين، ويحوي حديقة صينية كبيرة، ومطعم يتم فيه تقديم الأطباق الآسيوية والأوروبية الشهيرة.
ووفق صحيفة بيلد، انسحبت الشركة الأم للعلامة الأمريكية للوجبات السريعة من السوق الروسية ردًا على الحرب في أوكرانيا، في أكتوبر الماضي.
لكن يتم تشغيل المطاعم الشهيرة في الوقت الحالي، من قبل مشغلين محليين روس، ومن الواضح أنه لا يزال لديهم ما يكفي من العبوات الأصلية، وفق الصحيفة.
وهكذا، يمكن لأشياء بسيطة أن تكسر حالة التوتر المتزايدة بين الشرق والغرب، على خلفية حروب وأزمات، ما يمكن فهمه على أن العالم بات متداخلا لدرجة تصعب أي تقسيم على حدود واضحة مثلما كان الوضع في الحرب الباردة (1945-1991)، وفق مراقبين.