طالبت 11 منظمة مصرية تشكيل لجنة مستقلة من الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني لفحص الأوضاع في سجون بدر 1، في ظل انتهاكات ضد المعتقلين والمعارضين السياسياسيين.
وتعرض الناشط السياسي أحمد دومة والمحامي الحقوقي محمد الباقر والصحفي محمد اكسجين، و السياسي حامد صديق لاعتداءات وانتهاكات صارخة على يد مأمور سجن بدر 1 ، وفقا لمنظمات الحقوقية.
الاعتداء على محمد الباقر وأحمد دومة في سجن بدر
وتطالب الممنظمات الحقوقية بفتح تحقيق رسمي سريع ومستقل في هذه الوقائع والاعتداءات والتحقيق مع مأمور سجن بدر 1، كما تطالب المنظمات أيضًا النائب العام بسرعة التحقيق في البلاغ المقدم له من أسرة المحامي محمد الباقر رقم 385866.
تعود أحداث الواقعة إلى يوم الاثنين 10 أبريل 2023 حيث رفض المعتقل حامد صديق الخروج من زنزانته للذهاب إلى جلسة تجديد حبسه معللًا ذلك بحالته النفسية السيئة على خلفية وفاة زوجته مؤخرًا وتدويره على قضية جديدة بعد انقضاء الفترة القانونية للحبس الاحتياطي، الأمر الذي قام على اثره مأمور السجن باستعمال القوة الضاربة (مجموعة أمنية داخل السجون تقوم بفض أعمال الشغب بالقوة) بهدف إخراجه من الزنزانة بالقوة.
اعتقال نعمة الله زوجة الحقوقي والمحامى والمعتقل محمد الباقر
وقات المجموعة الأمنية بالاعتداء عليه بالضرب باستخدام العصا ودهس وجهه بأحذيتهم، ليس هذا فحسب، بل وأمرهم بنقله إلي التأديب ملفوفًا في بطانية على إثر ذلك قام زملاء زنزانته محمد الباقر و محمد اكسجين بالتدخل محاولين منع الاعتداء علي صديق وطلب النجدة من أحمد دومة والزنازين المجاورة في العنبر إلا أن المأمور قام بالاعتداء عليهم وتكميم أفواههم بقطعة من القماش.
تقرير حقوقي يرصد انتهاكات واسعة ضد المتهمين في قضية شقة الهرم
الأمر الذي أدي وفقًا لزوجة محمد الباقر لإصابة بارزة في معصمه و فمه، هذا فضلًا عن إصابة محمد اكسجين في أحد ضلوعه، ونقلهم جميعا إلى التأديب بملابسهم الداخلية فقط.
و ظلوا محتجزين طوال يوم الثلاثاء زنازين التأديب بلا طعام أو شراب أو أدوية، حتى صباح يوم الأربعاء حيث سُمح لهم بإدخال بعض الادوية وزجاجات المياه وتعيين السجن ( رغيف واحد ومعه قطعة جبن صغيرة) وفي يوم الخميس تم إعادة باقر وأكسجين وحامد صديق الي عنبر السجن، ولكن في زنازين انفرادية متباعدة وبدون أي من أغراضهم، فضلًا عن حرمانهم من التريض.
واعربت منظمات “حتى آخر سجين، والمفوضية المصرية للحقوق والحريات، والجبهة المصرية لحقوق الإنسان، ومركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، منصة اللاجئين في مصر، مؤسسة حرية الفكر والتعبير، المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ، كوميتي فور جستس، مبادرة الحرية، مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان” عن قلقها الشديد إزاء استمرار وزارة الداخلية في استعمال سياسات المعاملة القاسية والمهينة ضد المحتجزين.
نيابة أمن الدولة العليا تجدد حبس حامد صديق لمدة 15 يومًا في ثاني قضاياه
ومن بينها الاعتداء والضرب والتنكيل بالمعتقلين، وذلك رغم التصريحات الرسمية المستمرة عن تطوير البنية التحتية لمنظومة السجون دون أي التفات لتطوير الثقافة المؤسسية لأفراد وإدارة السجون، رغم الحديث عن حوار وطني وفتح المجال العام.
وأكدت المنظمات الحقوقية على حق المحتجزين في المعاملة الكريمة والانسانية وفقًا لحقوقهم في المواثيق الدولية والدستور المصري، بما في ذلك الرعاية الصحية اللازمة وعدم التعرض للإساءة والتعذيب.
نجل محمد مرسي يحاول الانتحار في سجن بدر 3
وطالبت المنظمات الحقوقية بالإفراج الفوري عن السيدة نعمة هشام زوجة المحامي الحقوقي، سجين الرأي محمد الباقر والتوقف عن ملاحقة أسر المحتجزين.
ودعت المنظمات الحقوقية السلطات المصرية إلى التوقف الفوري عن سياسية ممارسة جريمة التعذيب وسوء المعاملة في السجون المصرية أيا كان الهدف كان سواء انتزاع اعترافات أو استخدامها كوسيلة لعقاب المحتجزين وتقديم مرتكبيها للعدالة لمحاسبتهم على جرائمهم.
كما طالبت المنظامتت الحقوقية العمل على تحسين ظروف السجون، بما فيها السجون الحديثة التي تمارس فيها الانتهاكات مثل سابقيها تحت عنوان “مراكز التأهيل والإصلاح” فضلًا عن إصلاح النظام القضائي لضمان تحقيق العدالة وعدم إفلات المتورطين في الانتهاكات من العقاب.
مصر : تفتيش مفاجئ على مراكز الإصلاح والتأهيل “بسجن بدر للنساء ” للتحقيق فى الانتهاكات الجسيمة
أيضا طالبت المنظمات الحقوقية السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بتفقد أوضاع السجون في مصر، فضلا عن السماح للمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية المتخصصة بزيارة جميع أماكن الاحتجاز والسماح لخبراء الأمم المتحدة وخاصة المقرر الخاص المعني بمناهضة التعذيب، بزيارة مصر.
كذلك تشكيل آلية وقائية وطنية من منظمات حقوقية مستقلة تتولى تنظيم زيارات غير معلنة لأماكن الاحتجاز لبيان أوضاعها بالتعاون مع المجلس القومي لحقوق الإنسان والنيابة العامة تختص بالمتابعة الدورية للسجون وبخاصة الزنازين الانفرادي والتأديب.