كشفت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، تقريرها الشهري “عدسة العمليات الإرهابية وأعمال العنف في أفريقيا -مارس 2023” مقتل أكثر من 705 ضحية في إفريقيا وسجلت نيجيريا أكبر الخسائرفي الأرواح، وذلك في تدني لأعداد الضحايا بفارق 182 ضحية عن الشهر الماضي فبراير 2023.
وأوضحت ماعت في تقريرها الشهري أن إقليم غرب أفريقيا أحتل المرتبة الأولى للشهر التالي على التوالي، بواقع 391 ضحية، وذلك في ظل تنامي نشاط العصابات المسلحة وتنظيم بوكو حرام وتنظيم داعش الإرهابي بنيجيريا، لذلك تصدرت نيجيريا المرتبة الأولى من حيث أعداد الضحايا بواقع 296 قتيل، وذلك في تصاعد مبالغ لم تشهده منذ بداية العام.
كما جاء إقليم وسط أفريقيا في المرتبة الثانية بواقع 156 ضحية، وتمثل هذا التصاعد في زيادة عمليات الميليشيات المسلحة في الكونغو بالإضافة لنشاط القوات المتحالفة الديموقراطية وتنظيم داعش، في حين تنامى نشاط الانفصاليون في الشمال الغربي في الكاميرون مع نشاط بوكو حرام.
وفي المرتبة الثالثة تصدر إقليم شرق أفريقيا بواقع 121 ضحية، وكالمعتاد أحتل إقليمي شمال وجنوب أفريقيا المراتب الأخيرة بواقع 26 ضحية للأول و11 ضحية للأخير.
وتعليقا علي التقرير قال أيمن عقيل؛ الخبير الحقوقي ورئيس مؤسسة ماعت، أنه على الرغم من تراجع نسبة أعداد ضحايا العنف والإرهاب في قارة أفريقيا مقارنة بالشهرين الماضيين ومنذ بداية العام 2023، فإن ذلك لم يمنع استمرار تفاقم خطر الإرهاب على القارة، حيث تمثل القارة 48 % من الوفيات المرتبطة بالإرهاب عالمياً، لذلك لم يعد الوضع في القارة يسمح بتلاشى أي موارد أو كفاءات يمكنها أن تساهم ولو بنسب قليلة في حل المشكلة، وأوصي عقيل المجتمع الدولي بضرورة مراعاة إدماج الكفاءات النسائية ضمن خططه لمكافحة الإرهاب بالقارة، وذلك لعدول الكافة أمام الكم الهائل من النساء اللاتي أصبحن ينخرطن في مثل هذه التنظيمات وذلك في محاولة لجعلهم أكثر مقاومة لمثل هذه الانجذابات.
وفي إطار أجندة الاتحاد الأفريقي 2063، أوصي الخبير الحقوقي الأمم المتحدة بتوفير التمويل والدعم الكامل الذي يجعل من المبادرات الأفريقية لمكافحة الإرهاب مبادرات فعالة ومبتكرة، حتى تتناسب مع النهج الجديد من الأخطار الذي تنتهجه التنظيمات الإرهابية.
كما أعربت نسرين حسبان، الباحثة في ملف مكافحة خطابات الكراهية والتطرف العنيف بمؤسسة ماعت، عن قلقها بشأن الفتور في التعاون العسكري بين الدول الأفريقية نظراً لاعتمادها المستمر على قوى غربية في مكافحة الإرهاب، وتؤكد على ضرورة أن يكون هناك تعاون عسكري أفريقي مشترك تتكاثف فيه الجهود الساعية للقضاء على بؤر التنظيمات الإرهابية بما في ذلك تعزيز الشفافية بين الأجهزة الأمنية في المعلومات الخاصة بمعاقل هذه التنظيمات، بدلاً من محاربة كل دولة أفريقية له منفردة، كما أوصت الدول الأفريقية على بحث خطة عسكرية مشتركة، تستهدف تنظيمات حركة الشباب في الصومال وبوكو حرام في نيجيريا، خلال الفترة القادمة وذلك لكونهم يمثلوا ما يقرب من نصف الإرهاب الأفريقي.