نظم المكتب الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا منتدىً إقليمياً حول “مستقبل المدارس الحقلية للمزارعين” من أجل نظم زراعية وغذائية مستدامة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في محافظة المنيا, وسيعقد المنتدى على مدار يومين، بحضور 60 مشاركا بما في ذلك ممثلين حكوميين، وممارسين وميسرين في مدارس المزارعين الحقلية، و وخبراء من دول منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، حيث سيتبادل مزارعو مدارس المزارعين الحقلية المصريون تجاربهم الخاصة خلال المنتدى.
يتم تنفيذ مدارس المزارعين الحقلية في أكثر من 90 بلدا مع ما يقرب من 0.4-1 مليون مزارع يتخرجون سنويا كأداة جيدة لإشراك المزارعين في التحقق من صحة النظم الغذائية الزراعية وتكييفها لتلبية احتياجاتهم بشكل أفضل. وثقت عدة تقارير كيف تعمل مدارس المزارعين الحقلية على تحسين مهارات المزارعين ومعارفهم لإنشاء نظم إنتاج أكثر استدامة والمساهمة في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.
يوفر المنتدى الإقليمي مساحة لتبادل الخبرات، ومواءمة مدارس المزارعين الحقلية مع الأولويات الناشئة للنظم الغذائية، وتحسين الحوار والتنسيق على المستويين القطري والإقليمي. وعلاوة على ذلك، يتيح الحدث فرصة لتحديد عناصر عمل المنظمة لتعزيز القدرات الإقليمية في مدارس المزارعين الحقلية كأساس للمضي قدمًا.
وقال عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، إن الفاو تنفذ مدارس المزارعين الحقلية في الإقليم لمدة عقدين تقريبًا من خلال العديد من برامج المنظمة في قطاعات متعددة تبنت مدارس المزارعين الحقلية في جميع أنحاء المنطقة.
وأضاف أنه في الوقت الذي تواجه فيه المجتمعات تحديات متزايدة تتعلق بالأمن الغذائي والضغط على الموارد الطبيعية وتغير المناخ، هناك حاجة إلى تحسين مشاركة المزارعين في صنع القرار وتعزيز الحلول الخاصة بالسياق ومن القاعدة إلى القمة لتسريع تقدم المجتمعات نحو أنماط إنتاج وتوزيع واستهلاك أكثر استدامة وشمولية ومرونة. وبالتالي ، يمكن أن تكون مدارس المزارعين الحقلية أداة رائعة لتمكين المزارعين بوصفهم عوامل تغيير في نظم الأغذية الزراعية المستدامة والتحول الريفي. فمنذ عام 1990، تم استخدام مدارس المزارعين الحقلية كأداة في التنمية الريفية لتعزيز المزارعين كأصحاب مصلحة بدلا من المستفيدين بطريقة مستدامة وتشاركية وتجريبية.
ومن جانبه، قال جينغ يوان شيا، مدير شعبة الإنتاج النباتي ووقاية النباتات في المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة: “كانت هناك حاجة حقيقية لجمع جميع أصحاب المصلحة معا في منتدى إقليمي لتبادل الخبرات المتطورة والدروس المستفادة في تنفيذ مدارس المزارعين الحقلية. بالإضافة إلى إيضاح كيفية مساهمة مدارس المزارعين الحقلية في التحول الريفي ومساعدة المزارعين على تحسين سبل عيشهم.
و قد تم اقتراح المنتدى كوسيلة لتجميع وعرض تجارب مدارس المزارعين الحقلية المنفذة في إطار مجالات مواضيعية واسعة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وهو يوفر فرصة لفهم دور مدارس المزارعين الحقلية بشكل أفضل ومساهماتها المستقبلية في النظم الزراعية والغذائية المستدامة من خلال تبادل الخبرات والابتكارات بين بلدان الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، وتقديم التوجيه الفني لتعزيز قدرات مدارس المزارعين الحقلية، وتحديد التحديات والأولويات في تنفيذها، وإجراء العصف الذهني حول مستقبلها بهدف التحول الشامل والمستدام لنظم الأغذية الزراعية، وتعزيز التواصل بين أعضاء المجتمع العالمي لمدارس المزارعين الحقلية، ورفع مستوى مدارس المزارعين الحقلية وتوسيع نطاقها استراتيجيا في المنطقة والمضي قدما.
وسلط نصر الدين حاج الأمين ممثل الفاو في مصر الضوء على أنه تم اختيار محافظة المنيا، ، حيث يتم تنفيذ العديد من مدارس المزارعين الحقلية في إطار مشروع الفاو “تعزيز إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية وإنتاجيتها من خلال اعتماد ممارسات وتقنيات زراعية مبتكرة مقاومة للمناخ في مصر. مضيفا، ستكون هناك زيارة ميدانية في اليوم الأول للقاء مزارعي مدارس المزارعين الحقلية المحليين، والاستماع إلى تجاربهم. وستتاح للمشاركين الفرصة لمشاهدة العديد من قصص النجاح التي حققها مشروع الفاو في مصر.
و قالت مي هاني، كبيرة مسؤولي البرامج وقائد التحول الريفي في المكتب الإقليمي لمنظمة الاغذية و الزراعة إن المنتدى سيتبع نهجا متعدد القطاعات والتخصصات لدور مدارس المزارعين الحقلية في النظم الزراعية والغذائية المستدامة و التحول الريفي. وسيغطي مجالات مواضيعية مختلفة بما في ذلك إنتاج النباتات وحمايتها، وإدارة المياه، والثروة الحيوانية، وكذلك الإدارة المستدامة للمزارع، والأعمال التجارية والوصول إلى الأسواق من خلال مدارس الأعمال الزراعية. بهدف تحديد الاحتياجات والتحديات والاستراتيجيات الإقليمية الرئيسية المتعلقة بتطوير القدرات والاستفادة من الخبرات لتوسيع نطاق مدارس المزارعين الحقلية في المنطقة وكذلك تقديم توصيات للإجراءات المستقبلية.
وأوضح ثائر ياسين، منسق المنتدى، والمسؤول الإقليمي لوقاية النباتات في المكتب الإقليمي للمنظمة، أن الهدف من هذا المنتدى هو تبادل الأساليب الجديدة لتبادل المعرفة باستخدام مدارس المزارعين الحقلية. وعلى وجه الخصوص، حققت مدارس المزارعين الحقلية نجاحا استثنائيا في وقاية النباتات والإنتاج النباتي. ونوه بأن مدارس المزارعين الحقلية بدأت في بداية هذا القرن في آسيا منذ ثلاثة وثلاثين عاما، لإيجاد حلول مستدامة لآفات وأمراض وقاية النباتات، ثم أدخلت إلى منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا وتطورت في عدة مناطق لإشراك المزارعين في تطوير واعتماد حلول مستدامة.
ومن الجدير بالذكر أن مدارس المزارعين الحقلية لا ينظر إليها على أنها وسيلة للإرشاد فحسب ، بل على أنها طريقة لتعليم الكبار نهج التعلم التجريبي الذي يزيد رأس المال البشري والاجتماعي والطبيعي، حيث يتم اعتماد مدارس المزارعين الحقلية في العديد من المجالات مثل نظم الإنتاج المستدامة، والرعي الزراعي، وسلاسل القيمة، والتغذية والمهارات الحياتية.