في شقة صغيرة بالتجمع الأول بـ القاهرة، تدور مأساة إنسانية مؤلمة تحولت فيها الأمومة إلى جريمة والحب إلى كراهية والحياة إلى موت، لم تكن تعلم الطفلة البريئة، التي لم تتجاوز الرابعة من عمرها، أن تلك الليلة ستكون آخر ليلة في حياتها، وأن اليد التي كانت تحتضنها وتداعبها، ستكون اليد التي تخنقها وتسلبها حقها في الحياة.
ففي ساعة متأخرة من الليل، دخلت الأم إلى غرفة ابنتها، وأغلقت الباب خلفها، وبدأت في خنقها بيديها، دون رحمة أو شفقة، حتى فارقت الحياة، وبعدها استلت سكينا من المطبخ وحاولت ذبح نفسها، وتبين لرجال المباحث أن الجانية هي الأم نفسها، التي تحمل جنسية دولة تونس، والتي قامت بارتكاب هذه الجريمة الشنعاء بدافع مجهول.
انطلقت صرخات مدوية من داخل الشقة، فسارع الجيران إلى كسر الباب والدخول إلى المكان، فوجدوا مشهدا مروعا، كانت الطفلة ملقاة على الأرض، وعلى رقبتها آثار الخنق، والأم مستلقية بجانبها، والسكين في يدها، وجرح عميق في رقبتها، “لم نستطع تصديق ما نراه.. كان أشبه بكابوس مرعب” وفقًا لما رواه شهود عيان.
وفيما تم نقل جثة الطفلة إلى المشرحة لتحديد أسباب الوفاة، تم نقل الأم إلى المستشفى لإنقاذ حياتها، حيث توجد في العناية المركزة، وحالتها غير مستقرة، كما لم يتم استجوابها حتى الآن، لعدم قدرتها على الكلام، نتيجة الجرح القطعي الذي تعاني منه، وسيجرى التحقيق معها فور تحسن حالتها الصحية، كما كشف رجال المباحث عن سلاح الجريمة، وهو سكين كبير، كان مخبأ في درج المطبخ، وتم تحريزه كدليل في القضية.
وتكشف التحقيقات خلال الساعات المقبلة، حقيقة وجود دوافع نفسية أو اجتماعية لارتكاب الأم هذه الجريمة المروعة، التي أثارت استنكار وحزن الجميع.