اعربت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان عن شديد أسفها للقرار الذي اتخذته السلطات المصرية بشأن منع دخول الإخوة السودانيين للأراضي المصرية دون الحصول على تأشيرة مسبقة من القنصلية المصرية بوادي حلفا أو القنصلية المصرية ببورتسودان, اعتبار من يوم 10 يونيه الحالى.
وأرت الشبكة المصرية أن القرار بمثابة شرارة قد تشعل كارثة إنسانية متعددة الأبعاد، بالنظر إلى الأوضاع المأساوية التي خلفتها الحرب الدائرة بالسودان حاليا، والتي اضطرت آلاف الأسر إلى النزوح شمالا باتجاه مصر من أجل الوصول إلى ملاذ آمن يقيهم الويلات التي عاينوها خلال الفترة الماضية، وبعضهم خرج فارا بنفسه وعائلته دون حمل متعلقات شخصية أو أوراق ثبوتية.
قوى “الحرية والتغيير” تطالب مصر بتسريع إجراءات دخول اللاجئين السودانيين
ويأتي تعميم وزارة النقل السودانية بضرورة حصول المسافرين عبر المنافذ البرية لمصر على تأشيرة دخول مسبقة من القنصلية المصرية ليزيد من صعوبة سفر الفارين من الحرب، لتصبح مهمة السفر شبه مستحيلة، نظرا لتكدس المعابر البرية بالالف من المسافرين خلال المرحلة التي سبقت القرار، ليشكل ذلك عبئا جديدا في ملف اللاجئين السودانيين بمصر، الذين بلغ عددهم قبيل الحرب الأهلية الدائرة حاليا قرابة 58 ألفا، حسب تقديرات المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين؛ كثاني أكبر تعداد للاجئين الأجانب في مصر بعد اللاجئين السوريين.
مصر توقف التعامل بوثائق السفر المؤقتة للسودانين على المعابر
واعتبرت الشبكة المصرية قرار السلطات المصرية على أنه يتعارض مع الاتفاقيات الدولية الخاصة باللاجئين والفارين لدول الجوار وقت الحروب والكوارث ، فإنه يمثل انتهاكا لاتفاقية “الحريات الأربع” الموقعة بين مصر والسودان عام 2004، والتى نشرتها الجريدة الرسمية بتاريخ التاسع من سبتمبر 2004 , والتي تكفل لمواطني البلدين حرية التنقل المتبادل بدون تأشيرة، والعمل، والاقامة دون قيود، إضافة إلى حرية تملك الأراضي والعقارات، وان كانت الحكومة المصرية قد وضعت بعض العراقيل لايقاف العمل بها فى الماضى فانه يستوجب عليها العمل على ازاله كافة العراقيل والصعوبات امام الاشقاء فى السودان.
ودعت الشبكة المصرية لإعادة النظر في هذا القرار الذي يشكل صدعا في العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، ويتنافى مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، والاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر، والاتفاقيات الثنائية بين مصر والسودان، بما يشكله من امتداد طبيعي وعمق استراتيجي يتعين تمتين العلاقات معه، والحفاظ على روابط الأخوة المتوارثة مع شعبه، الذي ظل على ارتباط تاريخي وثيق بالشعب المصري على مر العصور.