أثارت واقعة وفاة سائح روسي بعد أن هاجمته سمكة قرش في مدينة الغردقة المُطلة على البحر الأحمر، مخاوف من أن تكون لها تداعيات على قطاع السياحة المصري، الذي بدأ رويدا رويدا في التعافي بعد تجاوز آثار جائحة كورونا، والحرب الروسية-الأوكرانية.
وعلى واقع الحادث المأساوي، قررت السلطات المصرية وقف أنشطة السباحة والغوص والرياضات المائية في المنطقة بين الجونة وحتى الحد الجنوبي لخليج أبو سومة لمدة يومين.
وتعد هجمات أسماك القرش نادرة نسبيا في منتجعات البحر الأحمر في مصر، لكن السلطات سبق وأغلقت قبل عام تقريبا عددا من الشواطئ المطلة على البحر الأحمر، بعد وفاة سائحة نمساوية كانت تبلغ من العمر 68 عاما من جراء هجوم سمكة قرش.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من الإعلان عن تسجيل مصر أكبر عدد من السياح في تاريخها خلال شهر أبريل المنقضي.
ووفق بيان الحكومة المصرية، استقبلت البلاد 7 ملايين سائح خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، بينهم 1.35 مليون سائح خلال أبريل الماضي فقط، وهو أعلى مستوى سجلته مصر خلال شهر واحد في تاريخها.
وتستهدف القاهرة استقبال 15 مليون سائح خلال العام الجاري و20 مليون سائح بحلول العام المقبل، في حين تتبنى خطة طموحة لتعظيم إيرادات القطاع السياحي، من أجل الوصول إلى 30 مليار دولار سنوياً بدءًا من العام 2028.
من جانبه، أوضح عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية التابع لوزارة السياحة المصرية، حسام هزاع، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تأثير حادث وفاة السائح الروسي سيكون محدودًا لبعض الوقت، خاصة أن تلك الحوادث تكررت في بلدان أخرى ولم يتضرر قطاعها السياحي.
وحدد هزاع التداعيات المُحتملة في عدد من النقاط، قائلًا:
هذه حالات نادرة لا تكرر كثيرا في مصر، والبعض يرجع السبب في ذلك إلى إلقاء بعض السفن لحيوانات نافقة في المياه، ما يجذب أسماك القرش لالتهامها، مما يُغير من نظامه البيولوجي، لكنها لا تهاجم بشكل عام الغواصين أو مرتادي البحار المصرية، وبالتالي يجب التأكيد على أن ذلك “حدث استثنائي”.
الواقعة انتشرت بشكل كبير خلال الساعات الأخيرة، ومواقع التواصل لعبت دورًا في ذلك، لكن الكثير من التعليقات احتوت على معلومات غير دقيقة، ويجب الحرص في ذلك حتى لا يلقي بظلاله على قطاع السياحة.
من المحتمل أن يكون هناك تأثير على السياحة الشاطئية لبعض الوقت، لكنه ليس تأثيرًا كبيرًا، وسيجري العمل لمعالجة الأمر عبر حملات التسويق السياحي لإدارة هذه الأزمة.
قد يكون هناك تفكير لوضع حواجز شبكية بمحازاة القرى السياحية بارتفاعات محددة لمنع دخول الأسماك الكبيرة إلى قرب الشاطئ، وهذا موجود بالفعل في بعض القرى السياحية.