أثار انقطاع الكهرباء المتكرر في تونس، غضب التونسيين، مطالبين حكومة قيس سعيد بسرعة التحرك من اجل وقف هذه الانقطاعات التي تشكل خطراعلى حياة الملايين في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
واشتكى التونسيين من الخسائر التي لحقت بهم جراء تلف المواد الغذائية المخزنة في الثلاجات والأضرار التي لحقت بالأجهزة الكهربائية المنزلية، بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
سجلت أشهر الصيف تصاعدا مطردا في استعمال التكييف في السنوات الأخيرة بحكم تزايد درجات الحرارة التي تجاوزت المعدلات المعهودة، وتسببت التغييرات المناخية في ارتفاع الطلب على الكهرباء، مما تحول إلى تحد إضافي لعجز الطاقة الذي تشهده تونس، إذ تفاقم الاعتماد الكلي للغاز في توليد الكهرباء واعتماد البلاد على واردات الغاز الجزائري.
ظاهرة انقطاع الكهرباء والماء في ولاية سيدي بوزيد قد تفاقمت جراء خلل فني طرأ على محطة تحويل الكهرباء للضغط العالي، مما استوجب تدخل فريق مختص للإصلاح والصيانة، ولمواجهة هذه المشكلة، أقرت اللجنة الجهوية في الولاية، إجراءات مستعجلة لتخفيف من حدة انقطاع الخدمات.
وتعهدت اللجنة خلال جلسة استثنائية بتوفير 3 مولدات طاقة بصفة استثنائية لتفادي انقطاع الكهرباء عن الآبار الكبرى لاستغلال وتوزيع المياه بسيدي بوزيد.
وأشرفت رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن رمضان، أمس الجمعة بقصر الحكومة بالقصبة، على جلسة عمل خصصت لمتابعة ملفات راجعة بالنظر لوزارة الصناعة والمناجم والطاقة.
وتم خلال هذه الجلسة عرض مؤشرات الاستهلاك الخاصة بالكهرباء خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة الاستثنائية وتزايد الطلب، مع بحث السبل الكفيلة بتأمين تزويد المواطنين بالكهرباء وذلك من خلال دعم الاستثمارات في مجال الطاقات المتجددة.
كما تم التطرق الى ضرورة تدعيم البنية التحتية لانتاج الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
اما في المجال الصناعي فقد مثلت الجلسة فرصة لاطلاع رئيسة الحكومة على عمل ونشاط المؤسسات الراجعة بالنظر الوزارة، حيث أكدت على ضرورة التنسيق بين مختلف المتدخلين في القطاع الصناعي قصد تحقيق النجاعة المرجوة وذلك عبر اعتماد منهجية وخطة عمل واضحة المعالم تأخذ بعين الاعتبار جميع المؤشرات.
وكشف المرصد التونسي للطاقة والمناجم عن الارتفاع الملحوظ لواردات الكهرباء الجاهزة من الجزائر والتي أسهمت في تغطية 12 في المئة من الحاجات التونسية من الكهرباء منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية مارس.
بلغ إنتاج الكهرباء إلى نهاية مارس 2023 نحو 4312 غيغاواط في الساعة مسجلا شبه استقرار في المعدل بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، كما ارتفع الإنتاج الموجه إلى الاستهلاك المحلي بنسبة واحد في المئة.
اعتمدت البلاد في إنتاج الكهرباء بصفة شبه كلية على الغاز الطبيعي، إذ تقدر مساهمته بأكثر من 97 في المئة وأمنت الشركة التونسية للكهرباء والغاز 99 في المئة من الإنتاج فيما أنتج القطاع الخاص واحدا في المئة.