أشاد المشاركون في المؤتمر الأفريقي الدولي حول دور الشباب في الأمن الغذائي الأفريقي في مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر خلال الفترة من 3 – 6 أغسطس أهمية التعاون بين الدول الأفريقية بتجربة مصر لتطوير الريف «حياة كريمة» وتحسين حالة الأمن الغذائي، والتحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، ومبادرة «إزرع» لدعم صغار المزارعين في مختلف المحافظات وخاصة في مجال التوسع في زراعة المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والذرة والأرز وفول الصويا.
وشدد المشاركون في المؤتمر في الجلسة الإفتتاحية علي أهمية زيادة حجم التبادل التجاري وتبادل الخبرات في القطاع الزراعي لزيادة إنتاجية المحاصيل لتوفير إحتياجات الشعوب الأفريقية من الغذاء والإستفادة من الموارد المائية والأرضية بدول القارة لخدمة شعوبها في مواجهة التحديات العالمية الناتجة عن مخاطر التغيرات المناخية وإنعكاسها علي حالة إنعدام الأمن الغذائي.
ومن جانبه قال الدكتور سيد خليفة الأمين العام لإتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة ونقيب الزراعيين المصريين في كلمته أمام المؤتمر الذي نظمته نقابة المهن الزراعية و إتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة ومنظمة «أكساد» التابعة لجامعة الدول العربية بمشاركة نقابة المعلمين ان هذا المؤتمر يأتي في إطار انتماء مصر الإفريقي، وحرصا على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي على توطيد العلاقات المصرية الإفريقية مع المجتمع المدني الإفريقي بكل فئاته وخصوصا المجتمع المدني الزراعي والذي يمثل شباب الزراعيين الأفارقة والمرأة الريفية الافريقية ودورها في التنمية الافريقية .
وأضاف «خليفة»، أن وزارة الزراعة المصرية وفقا لرؤية الدولة المصرية تضع إمكانياتها البحثية والفنية والإدارية فى خدمة قضايا التنمية الزراعية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي في الدول الأفريقية حيث تمتلك الوزارة أكبر مركزين بحثيين في الشرق الأوسط وأفريقيا هما مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء كما أن المركز المصرى الدولى للزراعة بالوزارة يقدم منحاً تدريبية لشباب الباحثين والمهندسين الزراعيين من الدول الأفريقية للتدريب على أحدث التكنولوجيات الزراعيةكما أن لمصر عدد من المزارع البحثية والارشادية والانتاجية النموذجية المشتركة فى عدد من الدول الأفريقية الشقيقة وتستهدف الوزارة في الفترة القادمة إنشاء مزارع جديدة فى دول افريقية أخرى كاحد السبل لتعزيز التعاون الزراعي بين مصر والدول الافريقية.
وأشاد أمين إتحاد الزراعيين الأفارقة بنموذج التحالف الوطني للعمل الأهلى والتنموي في مصر من خلال المبادرات التى يتم تنفيذها ومنها مبادرة «ازرع» ، لتحقيق الأمن الغذائي في مصر، فضلا عن الإستفادة من الميزة النسبية لدي القارة الإفريقية بما تمتلك موارد طبيعية وبشرية ضخمة حيث لديها حوالي ٩٢٠ مليون هكتار صالحة للزراعة تمكن من تنفيذ طموحات شعوب القارة في الأمن الغذائي، وتمتلك موارد بشرية حوالي 1.4 مليار نسمة والشباب يشكل منها ٦٠% موضحا أن أحد أهم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدام وهو القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة.
وأوضح «خليفة»، إنه تم تقسيم أجندة التنمية في أفريقيا حتي عام 2063 الي ثلاث مستويات هي خطة قصيرة المدي والتي يمكن تنفيذها خلال 10 سنوات وخطة متوسطة المدي والتي يمكن تنفيذها خلال من 10 الي 25 عاما وخطة طويلة المدي والتي يمكن تنفيذها خلال من 25 الي 50 ستة .كما تم تحديد مشروع خطة التنفيذ للسنوات العشر الأولي لاجندة 2063 ) 2013- 2023 ) ، مشيرا إلي أن الدول الأفريقية تواجه في سبيل تحقيق هذه التطلعات والاهداف العديد من التحديات المحلية والاقليمية والدولية.
وأشار أمين عام إتحاد المهندسين الزراعيين الأفارقة ان القارة تعاني من قصور في البنى التحتية ونقص في التمويل والاستثمار وضعف فى التكنولوجيات الحديثة وفجوة فى الغذاء والتي تبلغ حوالي 50 مليار دولار سنوياً، كما أن هناك حوالى 224 مليون نسمة يعانون من نقص وسوء التغذية، موضحا أن حوالي نصف الأرض الصالحة للزراعة غير مستغل كما أن التجارة البينية بين الدول الأفريقية لا تتعدى 15% من إجمالى التجارة الافريقية.
ولفت «خليفة»، إلي إنه على المستوى الاقليمي والدولي تواجه الدول الأفريقية تحديات وأزمات أثرت علي الأمن الغذائي الأفريقي منها جائحة كورونا والتغيرات المناخية والأزمة الروسية الأوكرانية والتصحر وندرة المياه والتنوع البيولوجي، موضحا إن هذه التحديات والأزمات التي أثرت على امدادات الغذاء والطاقة ومستلزمات الانتاج الزراعى كالأسمدة والأعلاف وأدت إلى الارتفاع الشديد في الأسعار العالمية لهذه السلع.