كشفت تقرير بريطاني عن تهرب آلاف الأوكرانيين من القتال ضد #روسيا، في ظل فشل الهجوم المضاد الذي أعلنه الرئيس الأوكراني، فولوديمير #زيلينسكي.
وأوضحت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، أن الفساد انتشر داخل الجيش الأوكراني، والذي أدى إلى هروب الشباب من أداء الخدمة العسكرية، أطلق أحد البرلمانيين مبادرة تهدف إلى “تجنيد المتحمسين” لقتال القوات الغازية، والحفاظ في الوقت نفسه على دوران العجلة الاقتصادية داخل أوكرانيا.
وكشف تحقيق حكومي، جرى مؤخرا، عن وجود فساد بمراكز التنجيد في 11 منطقة مختلفة من أوكرانيا، مشيرا إلى أن “قيمة الرشاوى تختلف من مكان إلى آخر”، بيد أن متوسط المبلغ الذي يتم دفعه عادة للتهرب من الخدمة، لاسيما عبر الحصول على شهادة طبية، يصل إلى نحو 6 آ لاف دولار.
وكان قد جرى منع الرجال الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما من مغادرة البلاد، منذ إصدار الأحكام العرفية في فبراير 2022، ومع ذلك توجد بعض الاستثناءات للإعفاء من التجنيد.
ومن بين هذه الاستثناءات: الأوضاع الصحية غير الملائمة للخدمة العسكرية، وظروف الدراسة في الخارج، وإذا كان المطلوب للتجنيد ينتمي لفئة الآباء العزاب، أو لديه مسؤولية تجاه أكثر من 3 أطفال، أو يرعى شخصا معاقا.
وكان الدافع إلى التحقيق هو اتهامات بالفساد وجهت إلى رئيس مركز التوظيف الإقليمي في أوديسا في يوليو الماضي.
واتهم يفين بوريسوف، بأخذ أكثر من 5 ملايين دولار من الرشاوى مقابل منح العديد من الإعفاءات.
واعتمادا على حصته من الرشاوى، التي تراوحت بين ألفي دولار و10 آلاف دولار للفرد، ساعد بوريسوف المئات وربما الآلاف من الرجال في التهرب من التجنيد، وفق “فايننشال تايمز”.
وقال المحققون إن معظم العائدات “استخدمت لشراء فيلا بقيمة 4.2 مليون يورو في إسبانيا في ديسمبر، والسفر بشكل غير قانوني إلى الخارج لقضاء عطلات ترفيهية، من بينها رحلة إلى جزر سيشل”.
في المقابل، نفى بوريسوف الاتهامات، وقال محاموه إنه “لم يكن يعلم أن والدته اشترت عقارا في إسبانيا”، مؤكدين أنه “بالإمكان التحقق من مصدر أمواله، وعدم مخالفته للقوانين باقتناء بعض السيارات الحديثة التي كانت بحوزة أفراد من عائلته”.
ومن لا يستيطع التهرب من الخدمة عبر الحصول على شهادة إعفاء طبي لكونها باهظة الثمن، فإنه يختار الفرار عبر الحدود الغربية المليئة بالثغرات.
وقال المتحدث باسم حرس الحدود الأوكراني، أنديري ديمشينكو، إنه جرى اعتقال 13600 رجل وهم يحاولون العبور إلى البلدان المجاورة، خارج نقاط التفتيش الرسمية.
ولا يمكن تعبئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما، والذين لم يخدموا في الجيش من قبل، لكنهم ما زالوا ملزمين بالتسجيل في مراكز التجنيد والإخطار بأي تغيير في وضعهم.
وكان زيلينسكي قد أعلن، الجمعة، إقالة جميع رؤساء مراكز التجنيد العسكري في أوكرانيا من مناصبهم، على خلفية مخاوف تتعلق بالفساد.
وقال زيلينسكي إن “مراجعة لمراكز التجنيد العسكري في أوكرانيا كشفت عن علامات على مخالفات مهنية، تتراوح من الإثراء بطرق غير قانونية إلى نقل رجال مؤهلين للتجنيد عبر الحدود، رغم وجود حظر على ذلك في وقت الحروب”.
وأضاف في بيان: “هذا النظام يجب أن يديره أشخاص على دراية تامة بماهية الحرب، ولماذا يعد التهكم والرشاوى خلال الحرب خيانة”، وفقا لوكالة “رويترز”.