أكمل عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب “مصر القوية”، 14 أغسطس الجاري، خمس سنوات ونصف السنة خلف القضبان منذ القبض عليه في فبراير 2018 وحبسه احتياطيا على أكثر من قضية، حتى إحالته للمحاكمة والحكم عليه بالسجن 15 عاما.
وألقت قوات الأمن القبض على أبو الفتوح يوم 14 فبراير 2018 من منزله، قبل نحو شهر ونصف الشهر من الانتخابات الرئاسية 2018، وجرى عرضه على نيابة أمن الدولة العليا، التي حققت معه في القضية رقم 441 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا.
ووجهت نيابة أمن الدولة العليا إلى رئيس حزب “مصر القوية” اتهامات من بينها “الانضمام لجماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون ونشر أخبار كاذبة داخل وخارج مصر تضر بمصالح البلاد”.
وأحالت نيابة أمن الدولة العليا، في أغسطس من العام 2021، أبو الفتوح والقصاص والشرقاوي وآخرين إلى محكمة الجنايات بعد أكثر من 3 سنوات ونصف من الحبس الاحتياطي على ذمتها، رغم أن القانون ينص على ألا تزيد مدة الحبس الاحتياطي عن سنتين.
وجاء في أمر الإحالة أن المتهمين في غضون عام 1992 وحتى عام 2018 بداخل وخارج جمهورية مصر العربية: تولوا قيادة وانضموا إلى جماعة إرهابية تهدف إلى استخدام القوة والعنف والتهديد والترويع في الداخل، بغرض الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحه وأمنه للخطر، وإيذاء الأفراد وإلقاء الرعب بينهم وتعريض حياتهم وحرياتهم وحقوقهم العامة والخاصة وأمنهم للخطر، وغيرها من الحريات والحقوق التي كفلها الدستور والقانون، والإضرار بالسلام الاجتماعي والأمن القومي.
وبنص القانون، فإن الأحكام الصادرة من محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ لا يجوز الطعن عليها أو استئنافها وتصبح نهائية فور التصديق عليها، ولكن لرئيس الجمهورية وحده الحق في تخفيف الحكم أو الإلغاء أو إعادة المحاكمة من جديد.
وقضت محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، في مايو 2022، بمعاقبة أبو الفتوح، والقيادي الإخواني محمود عزت، و23 آخرين، بالسجن لمدة 15 عاما، بينما قضت بالسجن 10 سنوات والمراقبة 5 سنوات على محمد القصاص، نائب رئيس حزب “مصر القوية”، و5 سنوات لـ معاذ الشرقاوي، مع وضعهم على قوائم الإرهاب.
وفي ديسمبر 2022، قال أحمد أبو العلا، عضو هيئة الدفاع عن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، إنه يعاني من مشاكل في الزنزانة متعلقة ببرودة الجو الشديدة وغياب أساسيات تحميه من البرد خاصة مع تقدمه في السن.
وطالب خبراء حقوق إنسان تابعون للأمم المتحدة السلطات المصرية باحترام ضمان حصول المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب “مصر القوية” المعتقل، الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، على الرعاية الصحية الملائمة والمناسبة في الوقت المناسب على سبيل الاستعجال نتيجة للتدهور الشديد بصحته، مع فتح تحقيقات فعالة وتقييم للظروف المحيطة باعتقاله وحرمانه من الحرية.
جاء ذلك في مذكرة أرسلها الخبراء للسلطات المصرية في 18 يناير 2023، ولم يتم الرد عليها حتى الآن، معربين فيها عن قلقهم من استمرار افتقار أبو الفتوح للرعاية الطبية في السجن، والتي يُعتقد أنها حالة تهدد حياته.
وطالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في يناير 2023 بإلغاء قرار محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، بإدانة 25 متهمًا في القضية 440 لسنة 2018، والمقيدة برقم 1059 لسنة 2021، (أمن الدولة طوارئ)، بأحكام تراوحت من المؤبد إلى السجن المشدد لمدة 10 سنوات.
وقالت المبادرة إن طلبها إلغاء الحكم الصادر بحق المتهمين يأتي استنادًا لسلطة رئيس الجمهورية بموجب المادة 14 من قانون الطوارئ رقم 162 لسنة 1958، داعية لحفظ جميع القضايا المشابهة التي تم تدوير المتهمين على ذمتها.
وطالبت المبادرة أيضا بفتح تحقيق جاد في شبهات الانتهاكات بحق المتهمين في القضية بما في ذلك الاختفاء القسري، والتعذيب، والإجبار على الاعتراف، والإهمال الطبي، ومحاسبة القائمين على هذه الانتهاكات.