أثيرت تساؤلات حول مستقبل الداعية المصري وجدي غنيم في تركيا بعدما كشف فيديو نشره، عن عدم تدخل ما يُعرف باتحاد علماء المسلمين، والمعروف أيضًا باسم “التنظيم الدولي للإخوان”، في قضيته خلال لقاءهم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة.
وتشير مصادر إلى قلق وجدي غنيم، الذي يُعد مفتي الدماء والمحكوم عليه بالإعدام في مصر، بشأن مستقبله.
وقال غنيم في في الفيديو الجديد بعنوان “ظلم ذوي القربى”، أن اتحاد علماء المسلمين دعا بعض الشخصيات غير أعضائه لحضور الاجتماع مع أردوغان، وقام بتجاهل دعوة وجدي غنيم للحضور.
كما طرح غنيم سؤالًا حول سبب عدم تداول قضيته بعد منحه الإقامة والجنسية التركية مع الرئيس التركي.
وفي هجوم على جماعة الإخوان، قال غنيم: “حسبنا الله ونعم الوكيل”، مُضيفًا أنهم لم يتدخلوا في قضيته أو يعبِّروا عن اهتمامهم بها.
رفضت السلطات التركية طلب وجدي غنيم للحصول على الجنسية التركية، بعد أن تقدَّم بطلب للحصول على الإقامة والجنسية منذ تسع سنوات ولغاية الآن.
كان غنيم يأمل في الحصول على حرية الحركة والتنقل وتلقي العلاج في تركيا، لكنه فوجئ برفض الحكومة لطلبه قبل ساعات من إعلان فوز أردوغان بالانتخابات. هذا دفعه للبحث عن بلد آخر يمكن أن يكون مأوى له بعدما أصبحت إقامته في تركيا مستحيلة.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قضت في العام 2017 بالإعدام شنقاً وبإجماع آراء الأعضاء للداعية وجدي غنيم وبعض المتهمين معه من عناصر جماعة الإخوان بتهمة تأسيس خلية أطلق عليها “خلية وجدي غنيم” لارتكاب أعمال إرهابية وتفجيرات في مصر.
كما أكدت النيابة أن الداعية تولى زعامة الجماعة التي تدعو لتكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، وتغيير نظام الحكم بالقوة، واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم.
من هو وجدي غنيم؟
وجدي غنيم اسمه الكامل وجدي عبد الحميد محمد غنيم، مواليد 8 فبراير 1951 بمحافظة الإسكندرية، أحد أبرز أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
بدأ وجدي غنيم نشاطه الدعوي في عام 1970، اعتقل عدة مرات في عهد الرئيس حسني مبارك، وحكم عليه بالسجن في عام 1999. خرج من السجن في عام 2001.
أُبعد من البحرين عام 2008 بسبب موقفه من الكويت في حرب العراق، وسافر إلى دول عدة، منها إنجلترا التي طرد منها، وتم منعه من دخولها مرة أخرى بتهمة التحريض على الإرهاب.
واعتقل لعدة سنوات في سجون مصر، كما اعتقل في كندا وأميركا وسويسرا وجنوب إفريقيا واليمن.
وفي العام 2019، قرّرت السلطات التونسية منع وجدي غنيم من دخول البلاد، بعد إساءته وتهجّمه على الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
عاد وجدي غنيم إلى مصر في عام 2011، بعد سقوط نظام مبارك. شارك في ثورة 25 يناير.
يُعرف وجدي غنيم بأسلوبه الخطابي المثير للجدل، واشتهر بشعار “عيش حر مات شهيد”. اتهمه الكثيرون بتأجيج العنف في مصر، وصدرت ضده العديد من الدعاوى القضائية.
في عام 2023، تم رفض طلب وجدي غنيم للحصول على الجنسية التركية.