بدأت اليابان تفريغ المياه من محطة فوكوشيما المتضررة بشكل كبير إلى المحيط الهادئ اليوم الخميس 24 أغسطس، ما دفع الصين لحظر استيراد جميع المأكولات البحرية من جارتها.
يعد بدء تفريغ مياه تعادل كميّتها محتوى نحو 540 مسبحا أولمبيا خطوة كبيرة باتّجاه وقف تشغيل الموقع الذي ما زال خطرا بعد 12 عامًا على كارثة نووية تعد من بين الأسوأ في العالم.
وأظهر تسجيل بالبث الحي وزّعته شركة “تيبكو” المشغلة للمحطة مهندسَين يضغطان على فأرة الحاسوب ومسؤولا يقول بعد عد تنازلي إن “الصمامات قرب مضخات نقل مياه البحر تفتح”.
شددت اليابان مرارا على أن المياه الملوّثة لن تؤدي إلى أية أضرار، وهو موقف تدعمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
لكن الصين حذّرت من أنها ستؤدي إلى تلوّث المحيط وسارعت بالرد الخميس واصفة ما قامت به اليابان بالعمل “الأناني وغير المسؤول”.
كما حظرت الصين استيراد جميع المأكولات البحرية من اليابان “لتدارك المخاطر على الأمن الغذائي الناتجة عن التلوّث بالمواد المشعّة”.
وعبّر صيادون في اليابان أيضا عن معارضتهم لتفريغ المياه.
ونظّم حوالي عشرة أشخاص وقفة احتجاجية قرب فوكوشيما الخميس فيما تجمّع مئة غيرهم خارج مقر “تيبكو” في طوكيو.
وقال كينيشي ساتو (68 عاما) في طوكيو “الأمر أشبه بإلقاء قنبلة ذريّة في المحيط. كانت اليابان الدولة الأولى في العالم التي تتعرّض لهجوم ذرّي، وها هو رئيس وزراء البلاد يتّخذ هذا القرار”.
انهارت ثلاثة مفاعلات في منشأة فوكوشيما-دايشي في شمال شرق اليابان بعد زلزال عنيف أعقبه تسونامي أودى بحياة نحو 18 ألف شخص في 2011.
وجمعت الشركة المشغلة للمحطة “تيبكو” مذاك 1,34 مليون متر مكعّب من المياه الملوثة التي تم تبريدها في المفاعلات المتضررة، إضافة إلى المياه الجوفية والأمطار التي تغلغلت فيها.
تفيد اليابان بأنه تمّت تنقية جميع المواد المشعّة باستثناء التريتيوم والذي تعد مستوياته غير مضرّة وأقل من الكميّات التي يتم تفريغها من محطات الطاقة النووية العاملة، بما فيها تلك التي في الصين.
أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس صحة ذلك.
وأفادت الوكالة التي تشرف على العملية في بيان أن خبراءها “أخذوا عيّنات هذا الأسبوع من أول دفعة من المياه المخففة المعدّة للتفريغ.. أكد تحليل الوكالة الدولية للطاقة الذرية المستقل من الموقع بأن تركّز التريتيوم في المياه المخففة التي يتم تفريغها أقل بكثير من المستوى التشغيلي البالغ 1500 بيكريل للتر”.
بدورها، شددت “غرينبيس” المدافعة عن البيئة بأن عملية التنقية تقوم على أخطاء. واقترحت الصين وروسيا بأن يتم تبخير المياه وإطلاقها في الجو بدلا من البحر.
لكن معظم الخبراء يؤيّدون تحليل اليابان.
وقال توم سكوت من جامعة بريستول “عندما يتم تفريغها في المحيط، تخفف مادة التريتيوم أكثر في المسطح المائي الشاسع وتصل سريعا إلى مستوى إشعاعي لا يختلف أساسًا عما هو عليه في مياه البحر العادية”.
ومن المقرر أن تجري “تيبكو” أربع عمليات تفريغ للمياه المعالجة اعتبارًا من اليوم الخميس 24 أغسطس حتى مارس 2024.
ستدوم الأولى لمدة 17 يوما رغم أن تفريغ كامل كمية المياه هذه سيستغرق حوالي 30 عاما.
والمياه مخزّنة في نحو ألف حاوية فولاذية وأكدت “تيبكو” بأنها تحتاج لتخصيص مساحة للتخلّص من الوقود النووي المشع عالي الخطورة والركام من ثلاثة مفاعلات نووية مدمّرة.