دعمت زيادة وتيرة إزالة العديد من المقابر والمباني بالقاهرة القديمة، بدعوى تطوير البنية التحتية في تلك المنطقة، المخاوف من خروج المدينة التاريخية من قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، ونقلها إلى قائمة التراث المعرض للخطر.
وتسعى العديد من الدول حول العالم لإدراج بعض المواقع على قائمة التراث العالمي، فيما يواجه عدد من المواقع احتمال خفض تصنيفها في اجتماع لجنة التراث العالمي الدوري في الفترة من 10 إلى 25 أيلول/ سبتمبر الجاري في العاصمة السعودية الرياض.
ويعد إدراج المواقع الأثرية والتاريخية على قائمة المواقع “المهددة” خطوة أولى نحو استبعادها من قائمة التراث العالمي، التي تضم 1157 موقعا بينها 900 موقع ثقافي، و218 موقعا طبيعيا، و39 موقعا طبيعيا وثقافيا مشتركا.
ونجحت جهود مصر في ضم منطقة القاهرة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979، وتغطي نحو 32 كيلومترا مربعا على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتضم المنطقة نحو 537 مبنى أثريا مسجلا في التراث العالمي، إلى جانب عدد آخر من المواقع في محافظات متفرقة.
يعود إلى عصور مختلفة حيث تأسست القاهرة على يد القائد العسكري جوهر الصقلي في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في عام 969م، وضمت العواصم القديمة المجاورة منذ الفتح الإسلامي، مثل الفسطاط التي تأسست في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 641م.
وكانت مصر تلقت في وقت سابق خطابا رسميا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، يهدد بخروج القاهرة التاريخية من المناطق المسجلة لديها ضمن قائمة مناطق التراث العالمي بسبب التعدي والإهمال.
تعدّ القاهرة التاريخية سجلا تاريخيا بمنازلها وأسبلتها ومساجدها ومآذنها ووكالاتها ودروبها وأسواقها التي تمتد لأكثر من بيت وسبيل ومسجد ووكالة، جزءا من تاريخ امتد لأكثر من ألف عام بداية من الفاطميين مرورا بالعصر الأيوبي والمملوكي والعثماني في نسيج عمراني بديع ومتجانس، لا يحاكيه مكان آخر حول العالم.
تواصل السلطات المصرية تنفيذ مخططها من خلال عمليات الهدم والإزالة لمناطق “القرافة” الشهيرة والمعروفة بمقابر “المماليك”، و”السيدة نفيسة”، و”الإمام الشافعي”، و”السيدة عائشة”، التي وصفتها صحيفة “التايمز” بأنها “واحدة من أروع مقابر العالم”.













