رصدت منظمات حقوق الإنسان العالمية جملة من “التجاوزات” على مواقع التواصل الاجتماعي، التي غذّت الأخبار الزائفة، وكذا عدد من المنشورات المرفقة بصور للأطفال من قلب المناطق المنكوبة، بوجه مكشوف، أو في وضعيات غير مناسبة.
وفيما طالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأعضاء جمعيات المجتمع المدني بالعمل الجاد من أجل الحد من كافة الممارسات التي اعتبروها “تجارة بالبشر”؛ علمت “عربي 21” أن اللجنة الوطنية لمكافة الاتجار بالبشر، خصصت رقما هاتفيا من أجل التبليغ، على أي ممارسة تعتبر تجاوزا من المناطق المنكوبة.
وفي هذا السياق، كشف بلاغ، لجمعيات المجتمع المدني والسلطات المحلية المنخرطة في مساعدة ضحايا الزلزال، أنه “في هذه الظروف العصيبة وعلى نفس وسائل التعبئة الرقمية لاحظنا ممارسات خطيرة مهينة للكرامة الإنسانية ولأخلاقيات المساعدات الإنسانية، ومنافية للالتزامات المغرب في مجال حقوق الإنسان”.
وأضاف البلاغ أنه “راجت عدة صور وفيديوهات لأطفال وطفلات يتامى ويتيمات وهم يتلقون المساعدات الأولية بوضعيات غير مناسبة”.
وذكّر البلاغ نفسه، أنه يجب “عدم نشر صور الأطفال والطفلات على مواقع التواصل الاجتماعي؛ وضرورة تأطير تقديم المساعدات للأطفال اليتامى من طرف جمعيات المجتمع المدني المختصة؛ مع ضرورة ضبط دينامية المساعدة من طرف السلطات المحلية من أجل حماية الساكنة المتضررة من كل المتربصين لمآسي الساكنة، وأخذ الحيطة والحذر من الأشخاص الذين يرغبون في كفالة الطفلات والأطفال اليتامى، وكذا التبليغ عن صفحات التشهيرية بالطفلات والأطفال بمناطق زلزال الحوز”.
أخبار مضللة ومحتوى مجتزء
وقالت المختصة في خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ياسمين لعبي، إن “انتشرت في ظل أزمة زلزال الحوز، عدد من الأخبار المضللة والمحتوى المجتزء من سياقه بدأ منذ الساعات الأولى التي تلت الزلزال، وأخذت رقعة الانتشار تتسع لتشمل دول العالم بأسره”.
وأضافت ياسمين، أن “هناك صفحات ومواقع إخبارية تريد استغلال الاهتمام الكبير بهذه الكارثة لرفع المشاهدات على صفحاتها وتحقيق وصول جماهيري كبير وبالتالي ربح مادي، فتجدها تنشر أي فيديو أو أي صورة ترى أنها ستنجح في تجييش المستخدمين عاطفياً وجني تفاعلهم بغض النظر عن مدى صحتها وخطورتها على السلامة النفسية للمستخدمين الذين قد يكونوا جزءاً من هذه الكارثة”.
وأكدت المتحدثة نفسها، بأنه “وجب على المستخدم في مثل هذه الأزمات أن يكون حذراً في تعاطيه مع الأخبار التي تصله، أن يُعمل حسه النقذي، وأن يكتفي بالمعلومات التي تصله من الوسائل الإعلامية ذات الصدقية” مشيرة في حديثها أن المتاجرة بمآسي الناس لا تقتصر على هذا النوع من أخبار المضللة، بل قد تصل إلى حد فبركة أخبار عن إعانات والترويج من خلالها لروابط احتيالية أو وهمية غرضها جمع بيانات لاستخدامها في حملات إعلانية فيما بعد مثلا”.
وختمت المختصة في تدقيق الحقائق، حديثها بالقول: “يجب الانتباه خلال هذه الأزمة لصدقية حملات التبرع الموجهة لضحايا الزلزال، فقد تكون هي الأخرى حملات وهمية تسعى للربح الشخصي مستغلة مشاعر التعاطف مع ضحايا الزلزال، وهنا وجب على الراغب في التبرع التثبت من الجهة المنظمة لهذه الحملة من خلال البحث عن اسمها والحملات التي سبق لها أن نظمتها، للتأكد من جديتها”.

