تتواصل عمليات الهجوم المضاد الذي بدأته أوكرانيا في 4 يونيو 2023، ضد الجيش الروسي لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو (شبه جزيرة القرم، دونيستيك، لوغانستيك، زابوريجيا، خيرسون) طوال الأشهر الأخيرة من الحرب.
وبات الحدث قويًا عن قدرة كييف على استمرار المعارك في الشتاء المقبل في ظل اقتناع الولايات المتحدة خلال رحلة الرئيس الأوكراني الأخيرة فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن الأسبوع الماضي، وإعلانه وصولَ أولى دبابات أبرامز إلى أوكرانيا، متعهدًا بمواصلة السعي لتعزيز ترسانة أوكرانيا العسكرية.
خبيران متخصصان تحدثا عن مدى استطاعة الجيش الأوكراني القيام بمعارك قوية في الشتاء القارص وتراكم الثلوج في ظل تفاؤل غربي بدأ يلوح في الأفق مبددًا موجات سابقة من الحديث عن بطء الهجوم المضاد في تحقيق الأهداف المرجوة منه.
بحسب الجانب الروسي وتحركات القصف والمعارك خلال الفترة الماضية، موسكو لم تقف مكتوفة الأيدي وتتحسب لهجمات أوكرانية وعمليات قاسية في الشتاء، لذا قصفت روسيا مرافق للطاقة في أنحاء أوكرانيا منذ أيام، في أكبر هجوم صاروخي تشنه منذ أسابيع، لتفويت الفرصة على الاستعدادات الأوكرانية.
يدعم توجه موسكو، قول وزارة الدفاع البريطانية، خلال تحديث استخباراتي، إنه من المرجح أن تستعد روسيا لضرب البنية التحتية في أوكرانيا مرة أخرى هذا الشتاء.
كذلك يرى الباحث السياسي المتخصص في العلاقات الدولية تيمور دويدار أن جاهزية أوكرانيا لمعارك الشتاء ستكون “سرابية” كون المعارك في الشتاء أشبه بـ”الحرث في البحر” ولن تجدي نفعًا، لأن موجبات الحركة العسكرية ستكون واقعة بثقلها على عاتق القوات الأوكرانية الساعية لاستعادة الأراضي من سيطرة الجيش الروسي، بينما يكون الأخير مرابضًا في أغلب الأوقات من الشتاء خلف تحصيناته والخنادق وحقول الألغام المعقدة وخطوط الدفاع المتراصة على طول خط المواجهة الممتد لعشرات ومئات الكيلومترات.
وأضاف دويدار في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” أن تسليم أميركا الدبابات إلى أوكرانيا “قبل أشهر من الموعد المحدد يرجح استخدامها في الهجوم المضاد الأوكراني بفصل الشتاء أيضًا قرب وصول طائرات (إف 16) كلها استعدادات للقتال ولكنها لن تكون عامل فصل وحسم لسهولة تدميرها مثل دبابات ليوبارد وتشالنجر البريطانية، ولكن يبقى عدة عوامل أخرى تجعل مهمة استمرار زيلنسكي في هجومه المضاد أمرًا صعبًا خلال الشتاء.