أطلقت وكالة الأنباء والإذاعة الدولية “سبوتنيك”، بثّا إذاعيًا ناطقا باللغة العربية على مدار 24 ساعة، من بيروت على موجة 93,6.
وقال دميتري تاراسوف، مدير مكتب إذاعة “سبوتنيك” في لبنان: “في عام 1938، عندما أطلقت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إذاعة في لبنان، اختارت شعارا لها عبارة تُترجم بـ”هنا لندن” أو “لندن تتحدث”… الآن “هنا موسكو تتحدث”.
وبالإضافة إلى ذلك، تصل الإشارة الصادرة من محطة إذاعة “سبوتنيك” في بيروت، إلى أراضي سوريا المجاورة.
وتستضيف إذاعة “سبوتنيك” العربية صحفيين عربا معروفين في المنطقة، وسيتضمن جدول البث أيضًا برامج من القاهرة وموسكو، تناقش مجموعة واسعة من المواضيع.
من جهته وصف رئيس مركز “الدراسات والأبحاث الأنتروستراتجية”، عباس مزهر، في لقاء مع “سبوتنيك”، هذه الخطوة بمثابة خرق للعقوبات، التي فرضها الغرب على الصحفيين والإعلام الروسيين، وفشل للهجمة الغربية في محاولة أن يصطف العالم ضد روسيا.
وأشار مزهر إلى أن “فتح بيروت ذراعيها لاحتضان إذاعة “سبوتنيك”، هو دليل على أن العالم لا تقوده الولايات المتحدة والغرب بل أنه هناك صداقات لروسيا تحترمها وتقدرها، ومن شأن هذه الخطوة أن تخفف وتضرب مبدأ العقوبات التي فرضها الغرب على الإعلام الروسي”.
وأضاف: “بحكم تجربتي كضيف دائم مع الإذاعة عندما كانت تبث من موسكو، أعرفها عن كثب في شفافيتها بنقل الأخبار والحقيقة فيما يتعلق بالعملية العسكرية الخاصة، ونقل صورة روسيا الحقيقية التي لطالما سعى الغرب إلى تشويهها وشيطنتها”.
وتابع الخبير، قائلا: “اليوم هذه الإذاعة التي ستبث من بيروت، وسيصل بثها إلى سوريا، ستساهم في الحفاظ على صورتها بعد التشويه، الذي تعرضت له من الإعلام الغربي”.
“إذاعة “سبوتنيك” ستكون إحدى رافعات توجه لبنان شرقا”
وتحدث مزهر عن تأثير هذه الخطوة على الجانب الثقافي والحضاري، قائلا: “من الناحية الثقافية والحضارية ستساهم في تعزيز القيم الشرقية، ولبنان أقرب في ثقافته وأخلاقياته إلى الثقافة الروسية وليس الغربية، وإن كان لبنان مقترنا اقتصاديا وسياسيا لفترة طويلة بالغرب بحكم الاستعمار والانتداب، الذي تعرض له لبنان عبر التاريخ، مما جعله ساحة للعب الولايات المتحدة والغرب وخاصة مع وجود الكيان الإسرائيلي على الحدود اللبنانية، لذلك الثقافة هي التي تتجلى لأن لبنان ثقافيا وحضاريا وروحيا هو أقرب لروسيا الاتحادية”.
مشيرا إلى أن إذاعة “سبوتنيك” ستكون إحدى رافعات توجه لبنان نحو الشرق، قائلا: “التوجه إلى الشرق ستكون إذاعة “سبوتنيك” في بيروت أحد رافعات هذا التوجه شرقا نحو روسيا الاتحادية، وأقول إن المنطقة ولبنان وإن كانت قد اقترنت اقتصاديا نتيجة للإكراهات ببعض المناحي بالغرب، لكنها روحيا أخلاقيا متوجهة شرقا ومرتبطة بثقافة روسيا”.