أعلنت روسيا، الأربعاء، الانسحاب من معاهدة حظر التجارب النووية، بعد تصديق مجلس النواب (الدوما) بشكل نهائي، وذلك لاستعادة التكافؤ في مجال الأسلحة النووية وعلى خلفية الصراع في أوكرانيا والأزمة مع الغرب، وفق بيان نشره المجلس على موقعه الإلكتروني.
تزامَن قرار الدوما الروسي، الذي تم إقراره بالإجماع بعدد أصوات 156 صوتا مما يمهد الطريق لتوقيعه من قبل الرئيس الروسي، مع إعلان وزير الدفاع، سيرغي شويغو، قيام موسكو بتدريب قواتها على تنفيذ “ضربة نووية هائلة” ردا على ضربة معادية محتملة.
تخلل تلك المناورات إطلاق صواريخ باليستية، وإطلاق طائرات من طراز “تو-95 إم إس” البعيدة المدى لصواريخ كروز، وفق وكالة “ريا نوفوستي” الروسية.
قال الكرملين إن تلك المناورات بحضور وإشراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث شهدت تدريبات على شنّ ضربة نووية هائلة من قبل القوات الهجومية الاستراتيجية، ردا على ضربة نووية معادية، وفق ما نقلت عنه وكالة “إنترفاكس”.
وبث التلفزيون الروسي مقطعا مصورا يظهر بوتن وهو يستمع إلى تقرير وزير دفاعه سيرغي شويغو، ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف، بعد هذه المناورات.
تأتي هذه الخطوة ضمن مجموعة من الإجراءات والتصريحات الروسية التي أدت إلى زيادة التوتر النووي مع الغرب منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفق بيان لمجلس النواب، الذي تبنّى القانون الأسبوع الماضي، فإن القرار جاء للرد على:
“الموقف غير المسؤول للولايات المتحدة تجاه الحفاظ على الأمن العالمي”، حسب رئيس المجلس، فياتشيسلاف فولودين.
ردا على الولايات المتحدة التي لم تُبرم النص إطلاقا، حسب الرئيس بوتن، الذي أشاد بتطوير صواريخ جديدة عالية القوة يمكنها حمل رؤوس حربية نووية.
منذ بدء النزاع في أوكرانيا في فبراير 2022، تبنّى بويتن عددا من المواقف المتعلقة باستخدام الأسلحة النووية، ونشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا أقرب حليف له، صيف 2023.
القرار جاء بعد أن علّقت روسيا في فبراير مشاركتها في معاهدة “ستارت الجديدة” لنزع السلاح النووي الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة في 2010، وهي آخر اتفاقية ثنائية تربط بين موسكو وواشنطن.
شعور روسيا بأنه “ليس أمامها خيار سوى أن تُجاري موقف واشنطن بخصوص التجارب النووية”،