حذّر المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أنروا”، فيليب لازاريني، الجمعة، من أن غزة على شفير كارثة مع خطر تفشي أمراض في غياب المساعدات والوقود.
وعقب إطلاق فصائل فلسطينية عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، شددت إسرائيل الحصار على قطاع غزة الذي يتعرض لغارات جوية مدمرة، وقطعت عنه الكهرباء والمياه والإنترنت ومنعت دخول البضائع والحاجيات الأساسية بما في ذلك الوقود والأدوية.
وقال لازاريني في مؤتمر صحفي من القدس الشرقية: “بينما نتحدث الآن، الناس في غزة يموتون، فهم لا يموتون بسبب القنابل والضربات فحسب، بل سيموت قريبًا الكثير من الناس بسبب عواقب الحصار المفروض على قطاع غزة”.
وتابع: “قطاع غزة على شفير كارثة، وهناك خطر تفشي الأمراض قريبًا، وحذّرتُ قبل أيام من أننا لن نتمكن من مواصلة الأعمال الإنسانية إذا لم نحصل على إمدادات الوقود”.
وأردف لازاريني: “الحصار يعني أن الغذاء والماء والوقود تستخدم لعقاب جماعي لأكثر من مليوني شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، سكان غزة يشعرون بأنه تم التخلي عنهم”.
وشدد على أن: “العدد القليل من الشاحنات التي دخلت غزة لن يحدث فارقًا، علينا ضمان وقف إطلاق نار إنساني حتى نضمن التدفق المستمر للمساعدات”.
وأضاف: “هذا ليس بالمطلب الكبير إن المدنيين يدفعون ثمنا كبيرا جدا فأكثر من مليون شخص نزحوا والاف قتلوا والاف اخرين أصيبوا بدون وجود إمكانية للوصول إلى المستشفيات وكل هذا يجري يوميا”.
وبيّن لازاريني أن “57 على الأقل من زملائنا في الوكالة تم تأكيد مقتلهم، وآلاف آخرون يتشاركون هذا الخطر والكفاح كل يوم ويتعرضون للقصف والترهيب”.
وأكد “انهيار المنظومة الصحية و النظام المدني في غزة”، مضيفًا أنه “للمرة الأولى نسمع عن مواجهة أشخاص للمجاعة في القطاع”.
وتوجه بالحديث لمن يشككون بوصول المساعدات إلى جهات غير التي تستهدفها، وأضاف: “لمن يخشى وقوع المساعدات بالأيدي الخاطئة نقول إن لدينا آليات صلبة ونوجّه المساعدات للأشخاص الأشد حاجة إليها، ونعمل مع موردين غير مدرجين على قائمة العقوبات”.
وتتذرّع إسرائيل بأن المساعدات قد تصل لحركة “حماس” وتزيد من قدرتها على الصمود، لتبرير مواصلتها الحصار التام على قطاع غزة، مع القليل من الاستثناءات عبر عدد محدود من الشاحنات التي دخلت القطاع منذ أيام رغم تأكيد كل منظمات دولية وإنسانية على عدم تناسبها مع العجز الكبير.
ومنذ 21 يوما يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء سكنية بأكملها، وقتلت 7028 فلسطينيا، بينهم 2913 طفلا و1709 سيدات و397 مسناً، وأصابت 18484 شخصا، إضافة إلى نحو 2000 مفقود تحت الأنقاض.