وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الثلاثاء، “خطابين إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن، زانج هن، بشأن تصريحات إسرائيلية عن أن “إسقاط قنبلة ذرية على غزة هو أحد الاحتمالات التي يمكن النظر فيها”.
وعبر أبو الغيط، خلال الرسالتين، عن “قلقه البالغ إزاء التصريح الأخير لوزير التراث الإسرائيلي”، قائلا إن “هذه اللغة الفاشية الصادرة عن أحد أعضاء الحكومة الإسرائيلية، بقدر ما قد تبدو جنونية، فإنها تكشف عن مستوى التطرف والتعصب الذي يتغلغل في مستويات السلطة في إسرائيل. وفي ظل وجود حكومة تتبنى مثل هذه الأوهام الأيديولوجية والكراهية المتأصلة، فليس من المستغرب أن نشهد مجازر مروعة ترتكب كل يوم بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة”.
وأكد “أن الأمر لا يقتصر على اعتراف الوزير الإسرائيلي بامتلاك بلاده سلاحا نوويا، وهو السر المكشوف الذي يتعارض مع القانون الدولي بشكل صارخ، بل تكشف هذه التصريحات أيضا عن النظرة العنصرية، والنوايا الخطيرة لدى بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين يدعون لاستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد الفلسطينيين كخيار استراتيجي ويحرضون على ارتكاب المزيد من جرائم الحرب”.
وأشار الخطاب إلى “الموقف العربي الثابت بضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وضرورة تحقيق هذا الهدف في أقرب فرصة”.
وناشد أبو الغيط، غوتيريش، “بضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤوليته نحو سرعة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، ومحاسبة إسرائيل على كافة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها”.
وحذر في الختام، من أن السماح لهذه الحرب الظالمة بالاستمرار ولو ليوم واحد آخر سوف يزرع بذور الكراهية والتطرف في المنطقة لسنوات قادمة. كما طالب رئيس مجلس الأمن، ومن خلاله الدول الأعضاء في مجلس الأمن “بعدم الاستخفاف أو الاستهانة بالتصريح الإسرائيلي المتطرف وما يخفيه من نوايا إجرامية”، مشيرا إلى أن التهديد باستخدام السلاح النووي يشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين، وأن على مجلس الأمن التعامل مع هذا الأمر بكل جدية.
وكان وزير التراث، عميحاي إلياهو، من حزب “عوتسما يهوديت” المتطرف، قد صرح بأن أحد خيارات إسرائيل في الحرب في غزة، هو إسقاط قنبلة نووية على القطاع.
وردا على سؤال في مقابلة مع “راديو كول بيراما”، عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على القطاع، قال إلياهو: “هذا أحد الاحتمالات”.
كما أعرب عميحاي إلياهو في المقابلة، عن اعتراضه على السماح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، قائلا: “نحن لن نسلم المساعدات الإنسانية للنازيين”، متهما أنه “لا يوجد شيء اسمه مدنيين غير متورطين في غزة”.
ومر 32 يوما منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها حركة “حماس” الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، ما أسفر عن مقتل نحو 1400 إسرائيلي وأسر ما يزيد على 200 آخرين.
ومنذ ذلك الحين، تشن إسرائيل حربا شعواء غير متكافئة تقصف فيها برا وبحرا وجوا كل قطاع غزة، حيث قصفت المدارس والمستشفيات والمساجد، مستخدمة مئات الآلاف من الأطنان من القنابل الكبيرة والأسلحة الفتاكة.
وأسفر القصف عن سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل وأكثر من 24 ألف إصابة، فيما أدت المواجهات في الضفة الغربية إلى مقتل نحو 155 فلسطينيا وإصابة أكثر من 2200 آخرين.