يعد الطلاب الفلسطينيون الذين يسعون إلى مواصلة تعليمهم في الجامعات المصرية من بين الفئات الأكثر تضرراً من العدوان على قطاع غزة، ويواجه الكثير منهم تحديات لا يستطيعون تجاوزها، إذ فقد بعضهم أفراداً من عائلاتهم، أو تعرضت أسرهم للنزوح بعد تهدم منازلهم، الأمر الذي انعكس على أوضاعهم النفسية، وعلى أحوالهم المادية، وقدرتهم على توفير نفقات الحياة عموماً، وسداد المصروفات الدراسية خصوصاً.
وكشف وزير التعليم العالي المصري، أيمن عاشور، في بيان، أن عدد الطلاب الفلسطينيين يبلغ قرابة 6 آلاف طالب، من أصل نحو 26 ألف طالب غير مصري يدرسون في جامعات مصر.
يقول الفلسطيني عمر طميزة، الطالب في السنة الخامسة بكلية الطب في جامعة الإسكندرية، إن هناك الكثير من التحديات التي يواجهها الطلاب الفلسطينيون في الجامعات المصرية، فإلى جانب القلق والخوف على الأهل، وعذاب الغربة، فإنهم لا يعرفون مصيرهم في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة. ويوضح لـ”العربي الجديد”: “يعجز الكثير من الطلاب المقيدين في الجامعات المصرية الذين تعيش عائلاتهم في فلسطين عن سداد الرسوم الدراسية، فضلاً عن توفير أعباء المعيشة اليومية بعد انقطاع التواصل مع أهاليهم، ما يتسبب في عدم حصولهم على شهادات القيد من الجامعات، ويعوق بالتالي حصولهم على الإقامة في مصر، وتمتد المعاناة لتشمل أزمة عدد من الطلبة العالقين في قطاع غزة، والذين لا يستطيعون السفر إلى مصر لاستكمال دراستهم؛ ومن بينهم طلبة في كليات عملية مثل الطب والهندسة”.
ويقول الطالب الفلسطيني أمين أبو عوض: “نحن في مصر، لكن أرواحنا وقلوبنا في غزة التي تتعرض لحرب إبادة. نفكر في عائلاتنا التي فرقتها الحرب، وجل الطلاب لا يتحدثون إلا عن مشاهد القصف والدمار، ويسعون إلى متابعة الأحداث للاطمئنان على الأهل والأقارب والأصدقاء”.
وحول كيفية التواصل مع أسرته في قطاع غزة، يقول أبو عوض: “لا أستطيع التواصل معهم، فكل شيء تغير بعد (طوفان الأقصى)، وأشعر بالقلق الدائم عليهم، ونأمل أن يُوقف إطلاق النار كي نتمكن من العودة والاطمئنان عليهم. أنتظر احتضان أهلي، حتى لو كان ذلك فوق أنقاض منزلنا، فهذا أفضل من عذاب الانتظار، أو معاناة القلق على مصيرهم”.
ويتحدث إسماعيل غيث، الطالب في كلية الطب بجامعة الزقازيق، عن أزمة الطلاب الفلسطينيين في مصر بعد انقطاع المساعدات المالية التي كانت ترسلها إليهم عائلاتهم منذ العدوان، بعد إيقاف صرف الرواتب نهائيّاً بسبب تضرر المصارف، سواء رواتب السلطة الفلسطينية أو حكومة غزة.
ويناشد غيث وزارة التعليم العالي المصرية لإعفاء الطلاب الفلسطينيين من مصروفات العام الدراسي الحالي بسبب الحرب، كما يطالب السفارة الفلسطينية في القاهرة، بتوفير مصروف شهري للطلاب، حتى يستطيعوا توفير مستلزماتهم الحياتية، ويتمكنوا من شراء الكتب وأدوات الدراسة.