اعتبر الصحفي الإسرائيلي المعروف شلومي إلدار، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي بدأت تتنفس بشكل أسهل قليلا، مشيرا إلى أنه كان من الصعب بل من المستحيل رؤية صورة أعضاء الحكومة يجلسون حول طاولة المفاوضات وهم يناقشون صفقة إطلاق سراح الرهائن.
واتهم الصحفي الإسرائيلي، في تقرير نشرته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، بعض وزراء حكومة الاحتلال بممارسة الخدعة سياسية في أصعب الفترات التي مرت على الشعب الإسرائيلي والدولة، واستمرارهم باللعب بمشاعر أهالي المختطفين، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية رغم كل سوء إدارتها وتقصيرها اتخذت قرارا صحيحا بإطلاق سراح بعض المختطفين لديها ودفعت ثمنا باهظا بسبب إخفاقاتها.
ورأى أنه لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لنفسها بمواصلة الحرب والنظر في أعين مواطنيها عندما تملأ صور أطفال غزة الرضع والأطفال والنساء والشيوخ البلاد والعالم وتمزق قلوب كل من ينظر إليها.
واضاف «يجب على الحكومة والمسؤولين الأمنيين أن ينظروا في أعين الجميع ويعترفوا: لن تتحقق أي من الخطط والأحلام والأوهام بالقضاء على حماس، وكما زُعم منذ بداية الحرب، لا يوجد شيء اسمه إطلاق سراح الرهائن والقضاء على حماس، لا يوجد، لأن لدى حماس 239 إسرائيلياً اختُطفوا من منازلهم وجنوداً أسروا، وأساسًا لأن إسرائيل كانت منشغلة بحرب داخلية مزقتها من الداخل وأفقدتها رشدها وجهوزيتها.
ولفت إلى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حذر نتنياهو من أن «حماس» تدركون ضعفنا، ثم أعلن في السابع من نوفمبر، بعد شهر من المجزرة: “يجب علينا القضاء على هذه الظاهرة المسماة حماس في قطاع غزة، محو هذا الشيء.. سنقضي على قيادات حماس إبتداءً من سنوار، وسنستهدف قادة الألوية وكل من يعمل في الميدان. سندمر البنية التحتية ونؤدي إلى وضع لن تتعافى منه حماس. وفي نهاية هذه الحملة، ستنتهي حماس كمنظمة عسكرية وسلطة حاكمة في غزة”.
وتابع «رويدًا رويدًا بدأ البعض يفهم الواقع المرير، وبينما يواصل نتنياهو الحديث عن القضاء على حماس، يغير غالانت النبرة الحازمة، حيث قال أمس: “يتعين علينا اتخاذ قرارات صعبة في الأيام المقبلة، سندمر حماس خطوة بخطوة ونقرّب إعادة المختطفين”، مشيرا إلى أن الحديث عن القضاء على حماس لم يستمر إنما أصبح الحديث حول هزيمتها.
ورأى الصحفي الإسرائيلي أن تهديد نتنياهو بـ”مواصلة القتال والقضاء على حماس وإعادة جميع المختطفين والمفقودين وضمان أن غزة لن تشكّل بعد أي تهديد لإسرائيل”هي أهداف غير قابلة للتحقيق ما دامت المفاوضات جارية مع حماس، مشيرا إلى أن «حماس» هي من تملي الشروط، ويحيى السنوار مجنون ومريض نفسيًا، وبعد 22 عامًا في السجون الإسرائيلية، تعلم جيدًا طباع المجتمع الإسرائيلي.
ووواصل «الآن اتخذت إسرائيل أخيراً القرار الذي تجنبت حتى الآن قوله علناً وصراحة، قد بدأنا نفهم أن القضاء على حماس هو طموح مشكوك جدًا في تحقيقه، ولن تختفي، فيجب أن تقال هذه الأشياء الآن وباستقامة، مشيرا إلى إن إسرائيل قد قررت بالفعل النتيجة وأعطت حماس حبل نجاة.
واستطرد بقوله: «ثمن الاخفاق تتحمل مسؤوليته بالكامل حكومة نتنياهو، وهو إخفاق سيؤثر على إسرائيل من الآن فصاعدا ولسنوات عديدة قادمة، وهو الاخفاق الذي تم فيه ذبح مواطني غلاف غزة أيضًا، وخروجنا الى حرب كلفت جنودنا ثمنًا دمويًا، وكل هذا حتى قبل أن نذكر الثمن الاقتصادي الباهظ الذي سيضطر الكثير منا إلى دفعه. وفي النهاية، لن تتم إبادة حماس».
واختتم قائلا: «أكتب هذه الكلمات بألم شديد. أفهم أنه سيتعين على سكان الغلاف أن يفكروا مليًا فيما إذا كانوا مستعدين للعودة إلى منازلهم وإعادة تأهيلها ومحاولة إعادة تأهيل انفسهم بينما لا تزال حماس قريبة من السياج. ضُربت حماس بقوة، وربما هُزمت، لكنها ما زالت قائمة. موجودة ومسيطرة. لأن يحيى السنوار وقيادة حماس، التي وقفت وقفة رجل واحد وراءه لدعمه رغم جنونه والآلاف من الناس الضحايا في غزة، يعرف كيفية استغلال أكبر فشل في تاريخ دولة إسرائيل، على أحسن وجه».