يقترب الشتاء القارس البرودة في روسيا وأوكرانيا البلدان المتحاربان منذ نحو العامين، ومع صعوبة الاجتياحات والتحركات البرية للمعدات العسكرية والآليات الثقيلة من مدرعات ودبابات وناقلات الجند، قد تلجأ موسكو إلى حلول أخرى لتحقيق مكاسب عسكرية باستخدام أسلحة أثبتت فاعليتها من بينها المسيرات والصواريخ.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ إن روسيا جمعت مخزونًا كبيرًا من الصواريخ استعدادًا لفصل الشتاء، حيث تشير تقرير إلى اعتزام موسكو اللجوء إلى تنفيذ ضربات قوية لإنهاء الحرب بالانتصار او إجبار أوكرانيا على اللجوء إلى طاولة مفاوضات بشروط موسكو، حتى خلال فصل الشتاء.
في سياق متصل، تحدث باحثان، لموقع “سكاي نيوز عربية” عن جاهزية الجيش لمعارك واسعة خلال فصل الشتاء، مستغلًا أجهزة موجهة عن بعد، أهمها الدرونز (طائرات دون طيار) والصواريخ مختلفة الطرازات بينها “كاليبر” و”كروز” في ظل الأراضي الموحلة والطرق المعطلة بفعل تراكم الجليد والطقس السئ.
يقول الباحث الروسي مدير مركز “جي إس أم” للدراسات، آصف ملحم: “يبدو بوضوح في مارس وأبريل المقبلين، ستستمر العمليات القتالية الروسية ضد الأهداف الأوكرانية باستراتيجية “الضربات عن بعد”، لا سيما أن روسيا مستعدة جيدًا لمواجهة جوية شتوية باستخدام صواريخ من مختلف الطرازات والمدى النيراني، فضلًا عن الطائرات دون طيار محلية الصنع والواردة من دول صديقة لموسكو.
وأوضح ملحم أن روسيا قامت بتوطين صناعة الطائرات دون طيار الإيرانية “شاهد 131” و”شاهد 136″؛ إذ تم بناء مصنع ضخم في مدينة يلابوغا في جمهورية تترستان، وبدأت منتجاته في الوصول إلى الجبهة في أوائل أغسطس الماضي، ومنذ ذلك الحين نما الإنتاج بشكل مطرد..
وبالرغم من أن إنتاج هذا المصنع من الأسرار العسكرية، إلا أن المخابرات الأميركية أفادت بأن الخطة كانت تتمركز في النقاط التالية بحسب ما يرى، آصف ملحم:
في المرحلة الأولى، من يناير إلى يونيو 2023، تم استخدام قطع التبديل إيرانية الصنع، وسرعة الإنتاج 100 طائرات شهريًا، فبلغ الحجم الإجمالي 600 طائرة دون طيار.
في المرحلة الثانية، التي بدأت في أبريل وتستمر حتى نهاية العام الجاري، بدأ المصنع بإنتاج طائرات دون طيار باستخدام مكونات وقطع تبديل روسية وإيرانية، وفي هذه المرحلة ارتفعت سرعة الإنتاج من 170 إلى 180 طائرة شهريًا، وبلغ الحجم الإجمالي 1330 درونًا.
المرحلة الثالثة في يناير 2024، وستتحول روسيا بالكامل إلى مكوناتها الخاصة، وستزداد سرعة الإنتاج إلى 220 مسيرة شهريًا، ومن المخطط أن يتم إنتاج 6 آلاف مسيرة بحلول سبتمبر القادم.