شهد شهر نوفمبر 2023 استمرارًا للتصعيد بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، حيث استهدفت الولايات المتحدة وإسرائيل عددًا من المواقع التابعة لإيران وميليشياتها في العراق وسوريا، فيما ردت إيران بشن هجمات على القواعد الأمريكية في العراق.
وتواصل إيران وميليشياتها فرض هيمنتها المطلقة على معظم مناطق نفوذ النظام السوري وتتغلغل في عمق سوريا ، غير آبهة لأحد، فلا الاستهدافات الجوية المتكررة من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي يعيق من تواجدها ويحد منه، ولا حربها الباردة مع الروس ولا أي شيء من هذا القبيل استطاع إعاقة تحركاتها.
الخسائر البشرية
وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 44 من الميليشيات التابعة لإيران ضمن الأراضي السورية خلال الشهر الحادي عشر من العام 2023، قتلوا جميعاً باستهدافات برية وجوية متفرقة، منهم 16 من جنسية سورية وغير سورية باستهدافات إسرائيلية، و21 من جنسية سورية وغير سورية باستهدافات أمريكية، و6 من جنسية سورية على يد تنظيم “داعش”، وعملية اغتيال عنصر سوري.
29 استهداف لقواعد التحالف الدولي في سورية
واصلت الميليشيات التابعة لإيران استهداف قواعد القوات الأمريكية ضمن الأراضي السورية في إطار “الانتقام لغزة”، وفقاً لأوامر القيادة العسكرية للميليشيات، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر نوفمبر، 29 استهداف جوي وبري، محدثة أضرار مادية وإصابات في صفوف التحالف الدولي أيضاً.
وتوزعت الاستهدافات 6 استهدافات على قاعدة حقل العمر النفطي، و6 هجمات على قاعدة الشدادي بريف الحسكة شرقي سوريا، و5 عمليات قصف استهدفت قاعدة خراب الجير برميلان، و6 هجمات صاروخيى استهدفت قاعدة حقل كونيكو للغاز، و4 هجمات على قاعدة التنف، وهجومان على قاعدة تل بيدر بريف الحسكةن وهجوم على قاعدة قسرك بريف الحسكة.
وفي المقابل، استهدفت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مواقع ونقاط وآليات تابعة للميليشيات الإيرانية بدير الزور، 4 مرات خلال شهر نوفمبر، تسببت بسقوط خسائر مادية فادحة، بالإضافة لسقوط 21 قتيل، وتوزعت تفاصيل تلك الاستهدافات وفق الآتي:
اجتماعات وتدريبات لمواجهة القوات الأمريكية
شهد الخامس من نوفمبر اجتماعاً – ضم قادة رفيعي المستوى في صفوف ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني وميليشيا حزب الله، في مركز “قاسم سليماني” بمدينة البوكمال شرقي دير الزور، وذلك لدعم ما تعرف باسم “المقاومة الإسلامية” في العراق، و بهدف الانتقام لغزة، ودعم حركة حماس.
ووفقاً للمعلومات التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري، فقد تم تشكيل هذه المقاومة بإشراف “الحرس الثوري” الإيراني، لاستهداف القواعد الأمريكية في شمال شرق سوريا، حيث تم تعيين قادة بارزين في “الحرس الثوري” الإيراني وحزب الله اللبناني، للقيام بإدارة هذه العمليات وهم “الحاج محمد الشريف ” الذي يشغل منصب قائد “المقاومة الإسلامية” في العراق، ويتولى تنسيق العمليات واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
بينما يعمل المدعو “الحاج حسين” كنائب للقائد ومسؤول عن التدريب والتجهيزات العسكرية للمجموعة، بالإضافة إلى تولي “الحاج سجاد” تنسيق العمليات العسكرية وتوجيه العناصر الميدانية، كما يشغل “علي الحكيم” دور المسؤول عن الشؤون اللوجستية وتوفير الإمدادات والتجهيزات العسكرية الضرورية.
وتنفذ ما تعرف باسم “المقاومة الإسلامية” هجمات بالطائرات المسيّرة والقذائف الصاروخية، على قواعد ” التحالف الدولي”، تنطلق معظمها من مدينة الميادين والعشارة وبادية البوكمال وتأتي هذه العمليات في إطار الجهود الإيرانية لتعزيز نفوذها في المنطقة وردًا على التواجد الأمريكي في المنطقة، وزادت حدة هذه الاستهدافات مع استمرار التوترات الإقليمية في غزة.
وفي العاشر من الشهر أجرت الميليشيات الإيرانية تدريبات عسكرية في اللواء 137 في بادية دير الزور الجنوبية، باستخدام الذخيرة الحية من فيها المدافع والأسلحة الرشاشة بحضور عدة قيادات من حزب الله اللبناني.
قوات النخبة تحكم السيطرة على الحدود مع الجولان المحتل
أكدت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن ما يعرف بقوات النخبة التي تضم مقاتلين جرى تدريبهم على يد حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، باتت هي المسيطرة على المناطق المحيطة بالجولان المحتل وقرب منه، في ريف القنيطرة وريف دمشق الغربي، وأجزاء من ريف درعا الغربي أيضاً.
وتضم قوات النخبة مقاتلين من المقاومة السورية لتحرير الجولان وعناصر سوريين وعراقيين وفلسطينيين ومن جنسيات أخرى ويقدر عددهم بأكثر من 700 مقاتل وصلوا إلى المنطقة خلال شهر تشرين الأول الفائت على دفعات ودون أي تنسيق مسبق مع القيادة العسكرية للنظام السوري والتي ترفض إطلاق أي قذيفة أو رصاصة باتجاه الجولان المحتل بأوامر صارمة أوعزت بها لقواتها المتواجدة هناك.
استباحة متواصلة من قبل إسرائيل
تواصل إسرائيل استباحة الأراضي السورية، حيث شهد شهر نوفمبر 10 مرات، 8 منها كانت بغارات جوية، و2 بقذائف صاروخية.
وأسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل 16 من الميليشيات التابعة لإيران من جنسية سورية وغير سورية.
وأكد المرصد السوري بأن إيران لا تستطيع الرد على إسرائيل لأن الموازين ستنقلب حينها، حيث تكتفي في بعض الأحيان بإطلاق بعض القذائف باتجاه الجولان السوري المحتل عن طريق ما يعرف بـ“المقاومة السورية لتحرير الجولان” المدعومة من “حزب الله” اللبناني وإيران.
وفي ذات الوقت، تقصف إسرائيل المواقع الإيرانية بضوء أخضر روسي من أجل تحجيم دور إيران في سورية، أما الجانب الأمريكي فيبرر الموقف الإسرائيلي بحق تل أبيب في الدفاع الشرعي عن نفسها ومصالحها تجاه التهديد الإيراني لها، إضافة إلى عدم رغبتهم في التواجد الإيراني بسورية.
وعلى ضوء ما سبق، فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان، يطالب بتحييد المدنيين والمناطق السورية عن الصراعات الإقليمية، فالمنشآت والمناطق المستهدفة هي ملك للشعب السوري وليست لإيران ولا لميليشياتها.
وشدد المرصد السوري على ضرورة إخراج إيران وميليشياتها من سورية بشتى الطرق والوسائل، شريطة ألا تهدد تلك الوسائل حياة المدنيين وتلحق الضرر بالممتلكات العامة التي هي لأبناء الشعب السوري.