قال نائب مدير برنامج الأغذية العالمي كارل سكاو، إن وصول القليل من الإمدادات الغذائية اللازمة إلى غزة، ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات، وانعدام الأمن يعيق عمل المنظمة الأممية في القطاع.
وقال سكاو، عقب زيارة نائب مدير برنامج الأغذية العالمي إلى قطاع غزة. : “لم يكن بإمكاني تخيل كم الخوف والفوضى واليأس الذي شهدناه في غزة التي زرناها اليوم (الجمعة)”.
وأضاف نائب مدير برنامج الأغذية العالمي: “بدأ يومنا عند معبر رفح حيث انتظرنا لساعات، ولم يكن ذلك إلا تذكيرًا بمدى صعوبة إدخال المساعدات الحيوية وفرق الإغاثة إلى غزة والحاجة الماسة للمزيد من نقاط العبور”.
وأوضح أن “أي عملية إنسانية ذات تأثير تصبح مستحيلة في ظل انهيار القانون والنظام، ومع وصول جزء صغير فقط من الإمدادات الغذائية اللازمة، ونقص الوقود، وانقطاع أنظمة الاتصالات، وانعدام الأمن لموظفينا أو الأشخاص الذين نخدمهم عند نقاط التوزيع. لا يمكننا القيام بعملنا”.
وأشار نائب مدير برنامج الأغذية العالمي إلى أن هناك “ارتباك في المستودعات، وآلاف الناس عند نقاط التوزيع، ومتاجر خاوية، وملاجئ مكتظة دورات المياه فيها تكاد تنفجر من الزحام. كل هذا مع صوت القنابل المستمر”.
وتابع: “أخبرتني إحدى السيدات عند نقطة لتوزيع الأغذية أنها تعيش مع تسع عائلات أخرى في شقة واحدة، يتناوبون النوم ليلاً لضيق المكان. بعدها مررنا بمقبرة حيث تجمع الناس لما بدا وكأنه مراسم دفن، وعندما اقتربنا أكثر رأينا أنهم كانوا يقطعون الأشجار لاستخدامها كحطب للنار”.
وأوضح المسؤول الأممي أن زيارته إلى غزة تأتي تأكيدا لالتزامهم تجاه الشعب الفلسطيني ودعما لموظفيهم هناك.
وأردف: “عندما سألنا موظفينا وعائلاتهم خلال اجتماع مشحون بالمشاعر عما سيحدث، وعن خططنا لم تكن هناك إجابات واضحة أو سهلة”.
وزاد: “يقوم فريقنا داخل غزة بعمل رائع. هم يعيشون أزمة إنسانية هائلة، وفي الوقت نفسه يعملون على معالجتها. لقد أوصلوا المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص حتى الآن. إنهم يكافحون كل يوم للحيلولة دون تفشي الجوع بين سكان غزة ومواصلة إيجاد حلول غير تقليدية، على الرغم من الكثير من التحديات وخطورة ذلك على حياتهم”.
وقال سكاو إن “الناس في غزة يائسون، ويمكنك رؤية الخوف في عيون النساء والأطفال”، مضيفا أن “سكان غزة مكتظين في ملاجئ غير صحية، أو في الشوارع مع اشتداد برد الشتاء، ويعانون الأمراض وقلة الطعام”.
وأضاف البيان أنه “خلال فترة الهدنة التي استمرت سبعة أيام، أظهر برنامج الأغذية العالمي أنه يمكننا توفير المساعدات إذا سمحت الظروف بذلك”.
وفي مطلع ديسمبر الجاري، انتهت هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وتابع البيان: “لدينا أغذية على الشاحنات، ولكننا بحاجة إلى أكثر من معبر واحد. وبمجرد دخول الشاحنات، نحتاج إلى ممر حر وآمن للوصول إلى الفلسطينيين أينما كانوا”.
وأوضح أن ذلك “لن يكون ممكنًا إلا من خلال وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وفي النهاية نحن بحاجة إلى إنهاء هذا الصراع”.
وفي 8 ديسمبر الجاري، دخل نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو، والمديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية كورين فلايشر، والمدير القطري لفلسطين سامر عبد الجابر، عبر معبر رفح إلى غزة للقاء موظفي برنامج الأغذية العالمي وأصحاب المتاجر المحليين، والفلسطينيين المتضررين من الصراع المستمر، وفق بيان المنظمة.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر المنصرم، حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الجمعة، 17 ألفا و487 شهيدا، 70 بالمئة منهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 46 ألفا و480 جريحا، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.