تعم حالة من القلق في أروقة الصالونات الاجتماعية في الأردن ومصر بسبب انتشار أمراض تنفسية تختلف في حدتها عن سابقاتها المعتادة في بداية موسم الشتاء من كل عام.
وتتمثل أعراض الإصابة بهذه الفيروسات وفقا لشهادات بعض المصابين، بارتفاع شديد في درجات الحرارة والسعال وآلام شديدة في المفاصل واحتقان في الحلق، علاوة عن الإصابة بالخمول والتعب الشديدين.
ويعتقد الكثيرون أن انتشار الإصابة بهذه الفيروسات هو انتشار لموجة جديدة من متحورات فيروس كورونا، نظرا لتشابه الأعراض وسرعة الانتشار، مما دعى البعض للعودة إلى عادات منع انتشار العدوى مثل ارتداء للكمامة وتعقيم الأيدي.
هل هي موجة جديدة لفيروس كورونا؟
من جهته، أكد الدكتور عادل البلبيسي، رئيس المركز الوطني الأردني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية أن الأمراض التنفسية السائدة الآن هي إنفلونزا عادية من نوع”h3n2″.
كما أكد أنه لا يوجد انتشار لأي من متحورات فيروس كورونا في الأردن، أو حتى متحور من سلالة أوميكرون “JN1” المنتشرة في الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأضاف أن هذه الإنفلونزا السائدة حاليا، من المفترض أن لا تكون أشد في أعراضها من الانفلونزا التي انتشرت في وقت سابق “h1n1” والمعروفة بانفلونزا الخنازير.
وأشار إلى أن الأعراض المنتشرة بين المصابين طبيعية لهذا النوع من الفيروسات، والتي تتمثل في: سيلان في الأنف واحتقان في الحلق وألم في العضلات وارتفاع في درجات الحرارة وتعب عام في الجسم.
فيروسات مجتمعة
يرى الدكتور محمد حسن الطراونة استشاري الأمراض الصدرية وخبير العدوى التنفسية في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن موسم الفيروسات التنفسية في الشرق الاوسط يبدأ عادة من نهاية الشهر التاسع وبداية الشهر العاشر ويرتفع ثم يختفي تدريجيا.
وأضاف أنه ومن خلال العينات العشوائية التي يتم أخذها لغايات بحثية، لاحظ أن مجموعة من الفيروسات تنتشر في وقت واحد هذه الفترة.
وأكد أن العينات أفادت بإصابة بعض المرضى بنوعين أو أكثر من الفيروسات في الوقت ذاته، الأمر الذي يطيل فترة التشافي، نظرا لإنتهاء الإصابة بفيروس والدخول في الإصابة بآخر.
فجوة مناعية
وأوضح أن الإجراءات الاحترازية المشددة التي تم اتباعها في فترة جائحة كورونا خلال السنوات الثلاث السابقة والتغيرات المناخية والجوية، تسببت في خلق فجوة مناعية لدى الأشخاص وتغيير الخريطة الفيروسية وأوقات وأماكن ظهورها.
وبيّن، أن عدم تعرض الأجسام لهذه الفيروسات خلال السنوات الماضية، قلل من الأجسام المضادة والذاكرة المناعية لدى الأفراد، وهو ما تسبب في تغير موسم ظهور الفيروسات التنفسية هذا العام.
وأضاف أن الانفلونزا المعتادة تأخرت قليلا في ظهورها هذا العام وتزامنت مع ظهور “الفيروس التنفسي المخلوي” وظهور فيروسات نظائر الإنفلونزا.
فيروس عادي
وقال الطراونة إن المتحورات التي ظهرت لفيروس كورونا في الفترة الاخيرة، جعلت منه فيروسا عاديا لا يختلف عن بقية الفيروسات التنفسية المعدية.
ما هي مجموعات الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي؟
وأفاد أن هنالك مجموعة من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي خصوصا في فصل الشتاء، وعادة ما يتم الخلط بينهم أبرزها:
فيروسات الأنف “Rhinovirus”.
مجموعة فيروسات الإنفلونزا.
الفيروس التنفسي المخلوي.
مجموعة الفيروسات التاجية.
نظائر الانفلونزا.
الفيروس التنفسي الغدّي.
نورو فيروس.
ماذا نفعل عند الإصابة بفيروس تنفسي؟
أكد الطراونة خلال حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” على أنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق، لافتا إلى أن 90 بالمئة من الفايروسات تتعافى من تلقاء نفسها.
وأشار إلى أن هنالك مجموعة من الخطوات يجب فعلها عند الإصابة بهذه الفيروسات، أبرزها:
الراحة: مثل النوم الذي يساعد الجسم في التخلص من معاملات الالتهاب وبالتالي إعادة ضبط جهاز المناعة.
شرب كميات كافية من السوائل.
الحصول على خافضات الحرارة الاعتيادية، وموانع ومضادات الاحتقان ومسكنات الألم.
حماية الفئات ذات الاختطار العالي من وصول العدوى إليهم: مثل كبار السن والسيدات الحوامل والأشخاص اللذين يعانون من أمراض مزمنة وأمراض كامنة وأمراض في المناعة والمصابين بالأورام، لأن فرصة انتقال العدوى إلى الجهاز التنفسي السفلي لديهم تكون مرتفعة، وقد تؤدي إلى حدوث التهاب رئوي يستدعي طلب العون الصحي من الطبيب المختص.
علامات تحذيرية
كما أكد الطراونة أن هنالك علامات تحذرية تدل على أن هنالك التهابا رئويا قد حدث مثل:
آلام شديدة في الصدر.
ارتفاع شديد في درجات الحرارة غير قابل للنزول بخافضات الحرارة الاعتيادية.
ميل الشفاه أو الأطراف إلى اللون الأزرق.
التشويش في درجة الوعي، وحالة خمول شديدة وخصوصا عند الأطفال.
كيف نقلل من انتشار الفيروسات التنفسية؟
أشار الطراونة إلى أنه يجب اتباع بعض العادات الصحية لتقليل انتشار الفيروسات التنفسية، أبرزها:
تغطية الفم عند السعال أو العطاس.
غسل الأيدي بشكل مستمر.
تهوية المنازل والغرف الصفية بشكل مستمر وكافي.
منع انتشار العدوى داخل الأُسر من خلال عدم مخالطة المصاب بفيروس تنفسي، وعدم مشاركة الأغراض الشخصية مع أفراد الأسرة.