قال الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، في كلمة أمام مستشاريه، إن غالبية الشعب الإيراني غير راضية عن السياسة الخارجية الحالية لطهران، والتي تتسم بمعاداة الغرب، واصفا إيها بـ”المكلفة”.
وقال خاتمي إن “السياسة الخارجية الحالية مكلفة، ولا تحقق أهدافها، ويجب إعادة النظر فيها”، مضيفا أن “غالبية الناس يريدون تخفيف التوترات مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى”.
وذكر خاتمي أن “المسؤولين في النظام الإيراني يعتبرون أنهم مناهضون للاستكبار والاستعمار في المواجهة مع الغرب وأميركا، وقد اتخذوا إجراءات في هذا الصدد، وأعطوا الذريعة لمن يقول إن النظام الإيراني يخلق تحديات في المنطقة”.
وأضاف خاتمي: “هذا النهج منع النظام الإيراني من نيل رضا الناس في مجال السياسة الخارجية”.
وفي السنوات الأخيرة، أنشأ النظام الإيراني مجموعات وكيلة له في بلدان مختلفة في الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن ولبنان والعراق وسوريا وقطاع غزة، ووفر لهم المال والمرافق العسكرية.
وتأتي تصريحات خاتمي في الوقت الذي تعاني فيه إيران من أزمة اقتصادية حادة، تفاقمت بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها. كما تواجه إيران ضغوطًا دولية متزايدة بسبب برنامجها النووي.
ويرى بعض الخبراء أن تصريحات خاتمي قد تعكس تحولًا في الرأي العام الإيراني تجاه السياسة الخارجية للحكومة. ويعتقد هؤلاء الخبراء أن الشعب الإيراني يدرك أن معاداة الغرب لا تؤدي إلا إلى المزيد من العزلة والعقوبات.
ولكن هناك أيضًا من يرى أن تصريحات خاتمي لا تعكس سوى رأيه الشخصي، وأن الحكومة الإيرانية لن تغير سياستها الخارجية في ظل وجود الضغوط الدولية عليها.
وفيما يلي بعض الأسباب التي تجعل غالبية الشعب الإيراني غير راضية عن السياسة الخارجية الحالية للحكومة:
العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران: أدت هذه العقوبات إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في إيران، وتسببت في ارتفاع معدلات البطالة والفقر.
برنامج إيران النووي: يعتقد العديد من الإيرانيين أن برنامج إيران النووي يهدف إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ما يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي.
معاداة الغرب: تتسم السياسة الخارجية الإيرانية بمعاداة الغرب، وهو ما يؤدي إلى عزل إيران عن المجتمع الدولي.
ويرى العديد من الإيرانيين أن الحكومة الإيرانية يجب أن تسعى إلى تخفيف التوترات مع الغرب، وإعادة بناء العلاقات مع الدول الغربية، وذلك من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية في إيران.