ادت حرب غزة إلى خروج المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية بصورة موحدة وتنهي وصحة الإرهاب التي لحقت بهك كثيرا بعد أحداث 11 سبتمبر والتي هاجم فيها تنظيم القاعدة برجي التجارة العالمي.
تزدان مدينة هنتسفيل في ولاية ألاباما بمظهر جديد ويتمثل في احتجاجات نظمها الجيل الجديد من الجالية المسلمة ومن أصول فلسطينية في الولايات المتحدة، لدعم القضية الفلسطينية وإلقاء الضوء على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
“أسماء”، البالغة من العمر 17 عامًا، قادت هذه الجهود، حيث قررت تنظيم احتجاج داخل قاعة محكمة في هنتسفيل، وسط توقعاتها بعدم اهتمام المدينة الصغيرة بالقضايا الدولية.
ورغم تخوفها من قلة الحضور، إلا أن العشرات من المسلمين والناشطين توافدوا على الميدان، ارتدوا الحجاب وحملوا لافتات تدين الهجمات الإسرائيلية على غزة.
بفضل هذه المبادرة، أدركت أسماء أنها نجحت في ربط مجتمعها بالصراع الدائر في النصف الآخر من العالم، وسط تأكيدات على تضامن أوسع مع القضية الفلسطينية، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
وتمتد الاحتجاجات التضامنية مع الفلسطينيين عبر البلاد، من الجنوب إلى أبالاشيا والمجتمعات الريفية في الغرب الأوسط، إشارة إلى استمرار انتشار السكان المسلمين الأمريكيين في قلب البلاد.
يقوم أبناء اللاجئين من الدول المسلمة بتنظيم تظاهرات تعكس صحوة سياسية تشهدها فئة جديدة من الشباب الأمريكي، مساهمة في تشكيل الرأي المحلي لدعم وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.تسهم المسيرات المناهضة للحرب في أماكن مثل هنتسفيل وأكسفورد بولاية مسيسيبي وبون بولاية كارولينا الشمالية في تعزيز روح المجتمع بين المسلمين، حيث يعملون على تعزيز شعور بالانتماء لدى هؤلاء الأفراد الذين لم يكونوا يتخيلون إمكانية نجاح تجمعات كهذه في الماضي.
واليوم، يعتزم هؤلاء المشاركين في الاحتجاجات الاستمرار في نشاطهم لتأثيرهم على النقاش العام، مظهرين قوة النفوذ السياسي الناشئ للمسلمين الأمريكيين.
مراقبون عيان أكدوا أن محنة الفلسطينيين الحالية تجمع المسلمين في أمريكا بشكل فعّال، وهو ما يختلف عن الأوضاع السابقة حيث كان المسلمون الأمريكيون يركزون أكثر على القضايا المحلية أو تداعيات حرب الإرهاب في العقود الأخيرة.
تتزامن هذه الزيادة في النشاط مع زيادة مستمرة في النفوذ السياسي للمسلمين الأمريكيين، وهو الأمر الذي قد يكون له تأثير في الانتخابات المقبلة في عام 2024.
المسلمين الأمريكيين اليوم يشعرون بالراحة أكثر عند مناقشة القضايا السياسية الحساسة، ويظهرون غضبهم تجاه “ما يحدث باسمهم” في السياسة الخارجية الأمريكية.
من جهته، أشار أبو عالية إلى أن أفراد أسرته الغالبية ما زالوا في غزة أو الضفة الغربية، ولكن الأجيال الأولى والثانية من المسلمين في مسيسيبي، على سبيل المثال، يستفيدون من حرية التعبير التي توفرها جنسيتهم الأمريكية، في محاولة لتغيير آراء الآخرين.
وأضاف: “نعتقد أن آباءنا لم يكونوا يمتلكون تلك الأداة. وطالما أنني أتمتع بهذه الفرصة التي لم يتمتعوا بها، لماذا لا أستغلها؟”.