أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن منطقة محور فيلادلفيا “صلاح الدين” الحدودي بين قطاع غزة ومصر يجب أن تكون تحت سيطرة “إسرائيل”، ولن يستتب أمنها دون ذلك.
وأقر نتنياهو في مؤتمر صحفي، أن هناك ضغوطا دولية من أجل وقف الحرب، وأنه يرفضها، مشيرا إلى أن الحرب معقدة لكن لجيش الاحتلال اليد العليا فيها، وفق زعمه.
بتلك التصريحات أعاد نتنياهو التأكيد على تصريحاته السابقة في رغبته السيطرة على الشريط الحدودي الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر بشكل أكثر وضوحا، بعد أن رددت وسائل إعلام عبرية في الآونة الأخيرة ضرورة إعادة احتلاله.
في يوم 13 كانون الأول/ ديسمبر الماضي شنت قوات الاحتلال العسكرية ضربات جوية قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة (محور فيلادلفيا)، بزعم وجود أنفاق لتهريب الأسلحة.
وفي 23 كانون الأول/ ديسمبر الماضي ذكر موقع “والا” العبري إن “الجيش الإسرائيلي قام بإدخال عديد من القوات إلى المنطقة الواقعة بين معبري كرم أبو سالم ورفح ومحور فيلادلفيا، وقام بمناورة قصيرة”.
ورغم إعلان نتنياهو عن ضرورة استعادة السيطرة على الشريط الحدودي بين البلدين، ما يشكل انتهاكا للاتفاقيات الدولية بينهما، لم يصدر أي بيان مصري رسمي للتعليق عليها.
واعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير فؤاد معصوم، أن “تكرار تصريحات القيادات الإسرائيلية بشأن محور فيلادلفيا تنم عن تخبط شديد ويعكس عدم وجود خطة لدخول الحرب والخروج منها مثل الذي تسلق الشجرة ولا يعرف كيف ينزل منها، وبالتالي فإن هذه التصريحات مجرد طلقة فارغة للهواء”.
ورأى أن “الدائرة بدت تضيق على نتنياهو لإنهاء العمليات العسكرية في قطاع غزة، ويتعرض إلى ضغط إقليمي ودولي، وسط مخاوف من اتساع نطاق الحرب وتتحول إلى حرب إقليمية واشتعال جبهات الشمال والجنوب، وهي محاولة للهروب إلى الأمام”.
وبحسب الضابط السابق في الجيش المصري، فإن “مصر من حقها الاعتراض على أي تصرف أحادي، وتملك أدوات كثيرة لمنع حدوث ذلك مثل العمل الدبلوماسي المكثف لتعرية وكشف مثل هذه الأساليب في المجتمع الدولي، ومحاولة خرق اتفاقية السلام سيكلف “إسرائيل” سياسيا كثيرا، وفي مثل هذا الوضع فإن صانع القرار تكون لديه خيارات متعددة”.
وحذر معصوم القيادات السياسية والعسكرية في “إسرائيل” من ما أسماه “بالتحرش بمصر عسكريا ومحاولة استفزازها لأنهم سوف يخسروا كل ما حققوه من مكاسب فيما يتعلق بمعاهدة السلام التي سعت لها “إسرائيل” لعقود، وسيكون الثمن غاليا، ولذلك هنا أصوت بدأت تخرج من تل أبيب من أن ما يجري يهدد دولة “إسرائيل” نفسها”.
يقع محور فيلادلفيا على الأراضي الفلسطينية بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة على طول الحدود المصرية مع القطاع، ويمتد من البحر الأبيض المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا، حيث نقطة التقاء الحدود بين مصر وقطاع غزة ودولة الاحتلال
ويشكل المحور شريطا عازلا بين مصر والقطاع يبلغ طوله نحو 14 كيلومترا، وعرضه بضع مئات من الأمتار، وقد أنشئ عليه معبر رفح البري، الذي يمثل المنفذ الرئيسي لغزة على العالم الخارجي.
ويحكم التواجد العسكري على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة ملحق عسكري تم توقيعه في 2005 وتعتبره دولة الاحتلال ملحقا أمنيا لمعاهدة السلام 1979، وتقول إنه محكوم بمبادئها العامة وأحكامها.
في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 أزالت السلطات المصرية المنطقة السكنية بمدينة رفح المصرية بدعوى حماية الحدود المصرية من خطر الأنفاق الممتدة منها حتى رفح الفلسطينية، وفي وقت لاحق حفرت قناة عرضية من ساحل البحر شمالا حتى معبر رفح جنوبا؛ للتأكد من قطع الإمداد عن الأنفاق وتدميرها بشكل كامل.
مصر