ألقت الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي بظلالها على الرئيس الأميركي جو بايدن الساعي إلى ولاية ثانية في البيت الأبيض خلال الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر المقبل، لاسيما مع موقفه الصارخ إلى جانب إسرائيل.
إلا أن طموحات بايدن الذي أيده معظم العرب والسود في البلاد خلال انتخابات العام 2020، قد لا تتطابق مع حسابات الناخبين لهذا العام.
فقد أكد العديد من الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين أنهم لن يدعموا جهود إعادة انتخاب بايدن بسبب دعمه الثابت لتل أبيب رغم ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع المحاصر إلى أكثر من 26 ألف، وفشله في الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
بل أكثر من ذلك حذر بعض الاستراتيجيين الديمقراطيين من أن الرئيس الأميركي قد يواجه صعوبة في العثور على ممثلين أو وسطاء مستعدين للتحدث إلى مجموعات الناخبين الرئيسية مثل الأميركيين المسلمين والعرب وعدد من التقدميين الغاضبين بشدة من سياسته الخارجية، وفق ما نقلت شبكة “سي أن أن”.
إذ يبدو أن إدارة باين تكافح من أجل العثور على ممثلين أميركيين عرب ومسلمين مستعدين حتى للقاء مسؤولي البيت الأبيض.
فقد رفض العديد من القادة المحليين الدعوات للقاء جولي تشافيز رودريغيز، مديرة حملة بايدن الانتخابية. وقال عمدة ديربورن، عبد الله حمود، أول عمدة عربي أميركي ومسلم للمدينة ويمثل واحدة من أكبر التجمعات السكانية المسلمة في البلاد، إنه رفض لقاءها لأن “هذا ليس وقت السياسة الانتخابية”، مشددا على أن التغيير بات أمرًا ضروريًا، ويجب أن يناقش مع صناع السياسة وليس مع موظفي الحملات الانتخابية”، وفق تعبيره.
كما أردف قائلا “إذا كان الرئيس جو بايدن يريد أن يأتي ويجري محادثة حقيقية حول كيفية تغيير مسار سياسته الخارجية، والقرارات التي اتخذها في ما يتعلق بالدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، فيمكننا عندها لقاؤه والاستمتاع بمثل هذه المحادثة”.
في المقابل، قلل مسؤولون في إدارة بايدن من هذا الأمر. وأكد متحدث باسم البيت الأبيض لشبكة “سي أن أن” أن مسؤوليه “أجروا أكثر من 100 محادثة مع قادة على المستوى المحلي ومستوى الولايات فيما يتعلق بالنزاع والمساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة”.
فيما أوضح مكتب نائبة الرئيس كامالا هاريس أن “بايدن ونائبته جعلا من أولوياتهما الاستماع مباشرة إلى المجتمعات الفلسطينية والعربية والمسلمة في أميركا حول الصراع في غزة”.
رغم كل ذلك، لا يزال العديد من المراقبين يرجحون أن ينعكس موقف تلك المجتمعات فضلا عن السود على نتائج الانتخابات المقبلة.
يشار إلى أن بايدن كان واجه داخل إدارته حتى العديد من الاحتجاجات والاعتراضات على سياسته الخارجية لاسيما في ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية في غزة، إذ أعلن عدة مسؤولين استقالاتهم خلال الأشهر القليلة الماضية.
كما وجه المئات من الموظفين في مؤسسات ووزارات مختلفة من ضمنها وزارة الخارجية، رسائل اعتراض على الموقف الأميركي الداعم بشكل صارخ للحرب الإسرائيلية، على الرغم من أعداد القتلى المرتفع جداً بين المدنيين الفلسطينيين.
فيما أظهرت العديد من استطلاعات الرأي تراجع شعبيته بين صفوف الديمقراطيين لاسيما وسط شريحة الشباب في الحزب الديمقراطي.