طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الأربعاء، بحل سياسي “جاد” يفضي إلى دولة فلسطينية ووقف الحرب، في إطار أي مبادرة مستقبلية بشأن مصير الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة.
جاء ذلك خلال لقائه ممثل وزير الخارجية البريطاني للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية مارك برايسون ريتشاردسون، الذي وصل مدينة رام الله، بالضفة الغربية، في زيارة استمرت ساعات، بحسب بيان صدر عن مكتب اشتية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، إن “أي مبادرة يجب أن تضمن وقف العدوان (الإسرائيلي) على شعبنا فورا، وإغاثة أهلنا بغزة، ضمن إطار حل سياسي جاد، يفضي لإنهاء الاحتلال وتجسيد دولة فلسطينية، وفق القوانين والقرارات الأممية وضمان عدم تكرار العدوان”.
وأشار إلى أن “قرار بريطانيا بتعليق المساعدات للأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) مفاجئ، ويتعارض مع السعي لتقديم كل مساعدة إغاثية ممكنة لمنع كارثة انسانية في غزة”، داعيا للتراجع عن القرار.
ومنذ 26 يناير الجاري، قررت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلها لـ”أونروا”، بناء على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بغلاف غزة.
وهذه الدول هي: الولايات المتحدة وكندا وأستراليا واليابان وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا والنمسا والسويد ونيوزيلاند وأيسلندا ورومانيا وإستونيا والسويد بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وفقا للأمم المتحدة حتى مساء الثلاثاء.
وجاءت الإعلانات الغربية عقب ساعات من إعلان محكمة العدل الدولية في لاهاي رفضها مطالب إسرائيل بإسقاط دعوى “الإبادة الجماعية” في غزة التي رفعتها ضدها جنوب إفريقيا وحكمت مؤقتا بإلزام تل أبيب “بتدابير لوقف الإبادة وإدخال المساعدات الإنسانية”.
وجرى خلال لقاء اشتية وريتشاردسون، “مناقشة المبادرات والخطط المطروحة من عدة أطراف، بما فيها الحكومة البريطانية، لإنهاء الحرب وإيجاد حل سياسي يفضي لإقامة دولة فلسطينية”.
وفي السياق، رحب اشتية، بتصريح وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، بتوجه بلاده للاعتراف بدولة فلسطين، وقال “هذا السبيل الأفضل لبدء حل سياسي جدي، بدلا من عملية سياسية قد تمتد لسنوات بدون نتائج ملموسة”.
والثلاثاء، قال وزير الخارجية البريطاني، في تصريحات تلفزيونية، إن لندن تدرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأكد ضرورة إظهار تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، للشعب الفلسطيني.
كما بحث اشتية مع ريتشاردسون، “الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي، وضرورة العمل على فتح كافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، وتمكين السلطة الوطنية والمؤسسات الدولية من نقل المساعدات الإغاثية من الضفة الغربية إلى غزة مباشرة”.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الأربعاء 26 ألفا و900 شهيد و65 ألفا و949 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.