يسعى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، إلى استعادة سمعته، ويدفع بحملة جديدة يقول إنها تركز على قتل أعداء التنظيم في اي مكان.
بدءاً من إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي على مدينة كرمان الإيرانية في 3 يناير، والذي أسفر عن مقتل ما يقرب من 90 شخصاً، سارعت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لتنظيم داعش إلى نشر ادعاءات بشأن حوالي 100 هجوم آخر في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب وشرق آسيا. .
واعلن المتحدث باسم داعش في خطاب صدر مع إعلان المسؤولية الأولي، على وسائل التواصل الاجتماعي، اعلان حملة: “واقتلوهم حيث وجدتموهم”، قائلا : “إن تنظيم داعش يدعو جنوده والمسلمين المتحمسين إلى تجديد أنشطتهم”.
وأضاف : “اقتحموا منازلهم واقتلوهم وألحقوا بهم الأذى بكل الطرق الممكنة”.
ولكن ما إذا كان الإعلان عن هذه الحملة يمثل بداية لعودة حقيقية أم لا، فهذا يعتمد على من تسأل.
تزايد نشاط تنظيم داعش في سوريا
وذكرت مصادرسورية أن أنشطة داعش تتزايد في سوريا، مع التوترات في المنطقةعلى اثر حرب غزة، لافته إلى نشاط تنظيم داعش تزايد بشكل ملحوظ، خاصة في مناطق سوريا الديمقراطية “قسد” ومناطق البادية السورية”.
وخلال أقل من شهرين أعلن داعش مسؤوليته عن 16 عملية متنوعة في مناطق الإدارة الذاتية وأكثر من 30 عملية في منطقة البادية السورية.
ويشير بعض الخبراء الذين كانوا يتتبعون ادعاءات تنظيم داعش إلى تحسن ملحوظ، ومنذ بداية هذا العام، ارتفاع كبير جدًا في الهجمات”.
وتم تسجل ما لا يقل عن 65 هجوماً لتنظيم داعش في سوريا في يناير، مقسمة بين مناطق تسيطر عليها قوات قسد والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية والتي شهدت نحو 215 هجومًا خلال عام 2023.
ووثّق مركز معلومات روج آفا، وهو مجموعة بحثية مؤيدة للأكراد، بشكل منفصل 192 هجومًا لتنظيم داعش في شمال شرق سوريا الذي تسيطر عليه قوات قسد في الفترة نفسها.
ويعتقد المراقبون أنه على مدار عام 2023، تمكن داعش من إعادة بناء خلاياه ومعداته، ولأي سبب من الأسباب، ولأسباب مختلفة، شعر بثقة أكبر لتنفيذ الهجمات.
وهناك أيضًا مؤشرات على أن الجماعة الإرهابية تكتسب نفوذًا في بعض معاقلها السابقة، مثل الرقة ودير الزور.
تقييمات مختلفة
ومع ذلك، فإن فكرة تنامي قوة تنظيم داعش تتعارض مع تقييمات المسؤولين الأمريكيين، الذين يقولون إن الجماعة الإرهابية “تم قمعها إلى حد كبير”، ومن المحتمل ألا يزيد عدد أعضائها عن 1000 عضو – بما في ذلك غير المقاتلين مثل الممولين و الميسرين الآخرين – في سوريا والعراق.
داعش هجر المدن إلى حد كبير، مفضلاً الاختباء في أجزاء من الصحراء السورية بينما اختار مواقع نائية بنفس القدر في محافظتي كركوك وصلاح الدين في العراق.
وعلى نحو مماثل، ترى الولايات المتحدة أن احتمال قدرة تنظيم داعش على تشكيل تهديد، على الأقل في الوقت الحالي، هو الحد الأدنى.
من يقود الدولة الإسلامية؟
هناك أيضًا أسئلة حول حالة القيادة الأساسية لتنظيم داعش، الننظيم لم يعلن أي شيء تقريبًا عن الزعيم الحالي للجماعة الإرهابية، أبو حفص الهاشمي القرشي، الذي تم تعيينه كخليفة محتمل في أغسطس الماضي.
تعد سوريا أيضًا موطنًا لآلاف من مؤيدي داعش الذين ينتظرون فرصة الانضمام مرة أخرى إلى القتال – حيث يوجد حوالي 9000 مقاتل أسير محتجزون في السجون التي تديرها قوات قسد الكردية،و الذي يضم أكبر مجموعة من المقاتلين الإرهابيين في العام.
لقد حاول تنظيم داعش عدة مرات التخطيط لعمليات هروب واسعة النطاق من السجون ولكن بنجاح محدود.