بعد شهور من الانفراج الدبلوماسي الحذر، تواجه الجزائر احتمال تجميد علاقاتها مع إسبانيا مرة أخرى بعد زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى المغرب، والتي وُصِفت بأنها “صبت الزيت على النار”، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة إسبانية.
غضب الجزائر
ذكرت صحيفة “الإندبندنتي” أن زيارة سانشيز إلى الرباط شملت تجديد دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية، وهو الموقف الذي أثار استياء الجزائر من قبل. وأشارت المصادر الجزائرية إلى عدم استجابة سانشيز لمبادرات التقارب التي قامت بها الجزائر، مع تأكيد أنه “لن تكون هناك تنازلات أو خطوات إضافية. لن يكون هناك المزيد من الهدايا”.
يأتي هذا في سياق استدعاء الجزائر سفيرها في مدريد في مارس 2022 احتجاجًا على تغيير موقف إسبانيا لصالح خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، والتي تشهد نزاعًا بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
علاقات الجزائر وإسبانيا صعود وهبوط
في الأشهر الأخيرة، شهدت العلاقات بين الجزائر وإسبانيا فتحًا جديدًا، حيث اعتبرت الجزائر تحولًا في الموقف الإسباني بعد خطاب رئيس الوزراء سانشيز في الأمم المتحدة، الذي دعا فيه إلى “حل سياسي متبادل في إطار ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن” بشأن الصحراء الغربية.
تم تعيين سفير جديد للجزائر في إسبانيا في نوفمبر الماضي، وشهدت العديد من الإجراءات الاقتصادية رفعًا، بما في ذلك سماح بوارد الدواجن من إسبانيا.
الخيانة الثانية
ومع ذلك، تغير هذا المسار بسرعة بعد زيارة سانشيز للمغرب الأسبوع الماضي وتأكيده على دعم إسبانيا للمقترح المغربي، ما أثار غضب الجزائريين.
ووفقًا لمصدر قريب جدا من السلطة الجزائرية، فإن “العلاقات دخلت مرحلة السلام البارد، حيث يشعر الجزائريون بالخيانة للمرة الثانية”.
تجدر الإشارة إلى أن الزعماء السياسيين الجزائريين يشعرون بخداع من قبل حكومة سانشيز، حيث عاد الموقف الإسباني إلى دعم الموقف المغربي بشأن الصحراء الغربية بدلاً من العودة إلى الحياد التقليدي كما كان يبدو.
قبل زيارة سانشيز إلى المغرب، أثار وزير خارجيته، خوسيه مانويل ألباريس، استياء الجزائريين برفضه الحديث عن قضية الصحراء، واكتفائه بالتركيز على القضايا التجارية في زيارته المخططة للجزائر، التي تم إلغاؤها في اللحظة الأخيرة بسبب هذا الرفض.