أصبحت مدينة بيليدوين في قلب الصومال مركزًا لنزاع خطير بين قوات ولاية هيرشبيلي ومليشيات تابعة لولاية هيران، حيث بدأت المواجهات في الساعة العاشرة مساء يوم الأربعاء واستمرت حتى بعد ظهر الخميس.
وشهدت هذه المواجهة اشتباكات بين قوات هيرشبيلي والميليشيات المحلية التابعة لولاية هيران، التي أعلنت انفصالها عن هيرشبيلي، واستخدمت الأسلحة الثقيلة داخل المناطق الحضرية.
لا يعد هذا التصعيد مجرد فصل آخر في النزاعات العشائرية الطويلة الأمد في الصومال، بل يعكس الانقسامات العشائرية العميقة التي زادت بسبب المكائد السياسية في مقديشو.
تعود خلفية هذا الخلاف إلى يونيو 2022، حيث قادت هيران ومقاتلوها من ماكاويسلي هجومًا ضد حركة الشباب. كانت حركة الشباب في البداية منارة أمل ضد التطرف، لكن التحول من الحملة المستهدفة إلى الصراع العشائري يسلط الضوء على المعضلة الأمنية المعقدة التي يواجهها الصومال.
تأكيد هيمنة ولاية هيران، التي تدعي السيطرة على بلدوين والمنطقة الأوسع، يشير إلى تحول زلزالي في ديناميكيات السلطة المحلية، ويعقد مساعي الحكومة الفيدرالية الصومالية للحفاظ على الوحدة الوطنية.
تزيد المشكلة تعقيدًا بسبب الركود السياسي في مقديشو، الذي اتسم بالدعاية الانتخابية والمناورات السياسية، مما أدى إلى عرقلة التقدم في الحملة المناهضة لحركة الشباب، وزيادة الخصومات العشائرية.
يهدد هذا التحويل بتقويض المكاسب الاستراتيجية التي تحققت ضد حركة الشباب، مما يسلط الضوء على التوازن الهش المطلوب لقيادة المشهد الصومالي نحو السلام والاستقرار.
وتعد معركة بيليدوين وصعود ولاية هيران تلخص التفاعل المعقد بين الصراع والسياسة والولاءات العشائرية التي تشكل مأزق الصومال.