قبل أشهر عديدة من الهجوم الدامي الذي استهدف مجمع “كروكوس سيتي هول” بضواحي موسكو يوم الجمعة الماضي، موقعاً عشرات القتلى ومئات الجرحى، والذي تبناه داعش، حذرت العديد من أجهزة المخابرات الغربية من حراك مريب للتنظيم الإرهابي.
فقد بينت المعلومات أن داعش أطلق حملة تجنيد كبيرة العام الماضي، استهدفت متشددين من طاجيكستان ودول أخرى في آسيا الوسطى.
باع طويل في الهجمات
كما استهدفت تلك الحملة على وجه التحديد أعضاء ذوي خبرة في الجماعات المتطرفة التي لها باع طويل في الهجمات الإرهابية، وفق ما أفادت صحيفة “الغارديان”.
إلى ذلك، كشفت المعلومات الاستخباراتية التي تمت مشاركتها في تقرير حديث للأمم المتحدة حول أنشطة داعش، صدر في يناير الماضي، أنه على مدى الأشهر الـ 12 الماضية، نجح الفرع المحلي للتنظيم في أفغانستان أو ما يعرف بداعش خراسان في تجنيد مقاتلين بارزين من جماعة “أنصار الله”، وهي جماعة متطرفة مخضرمة في طاجيكستان، بالإضافة إلى آخرين في وسط آسيا.
كما أنشأت ولاية خراسان قناة على تطبيق Telegram وغيره من منصات التواصل الاجتماعي الأخرى لبث الدعاية التي تستهدف الطاجيك وغيرهم في المنطقة.
إلى ذلك، نبه التقرير الأممي إلذى قدم إلى مجلس الأمن الدولي بداية العام الحالي (2024) إلى أنه على الرغم من تراجع هجمات داعش خراسان، لا يزال التنظيم يشكل أكبر تهديد داخل أفغانستان، مع القدرة على توجيه تهديداته إلى المنطقة وخارجها أيضا.
ولفت إلى أن التنظيم “تبنى استراتيجية تجنيد واسعة، شملت التركيز على جذب عناصر من طالبان فضلا عن مقاتلين أجانب محبطين”.
تورط عناصر من طاجيكستان
إلى ذلك، لاحظت وكالات الاستخبارات الأميركية والأوروبية زيادة كبيرة في المخططات الإرهابية المرتبطة بتنظيم داعش في ولاية خراسان، الذي يعتقد بعض المحللين أنه أقوى فرع تابع لتنظيم داعش خارج إفريقيا.
ولفتت إلى تورط عناصر من طاجيكستان في مخططات وهجمات بألمانيا وتركيا وحتى إيران.
4 من طاجيكستان
يشار إلى أن التذكير بهذا التقرير يأتي بعدما وضعت محكمة باسماني في موسكو، أمس الأحد، رهن الحبس الاحتياطي لمدة شهرين، 4 رجال من طاجيكستان مشتبها بتنفيذهم الهجوم الذي خلّف أكثر من 137 قتيلاً، لافتة إلى أن الأربعة متهمون بـ”الإرهاب” ويواجهون عقوبة السجن مدى الحياة.
وسبق لروسيا أن شهدت خلال السنوات الماضية هجمات إرهابية نفذها وتبناها تنظيم داعش، كما تعرضت سفارتها بكابل في سبتمبر 2022 لهجوم إرهابي نفذه داعش خراسان حينها وأدى إلى مقتل دبلوماسيين روس.